زبده فکر په هجرت تاریخ کې
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
ژانرونه
الارتفاع والامتناع ولا يتوصل اليها الا من طريق صعبة المرتقى كثيرة العقاب والصوى لا يستطيع الفارس سلوكها الا راحة لوعورة مسالكها وصعوبتها على سالكها وبحر الفرات يجري من تحتها ولا منزلة ولمن ينازلها الا في الحفها فنزلت عليها العساكر في العشر الأول من جمادي الاخر واكتظ الزحام وتضايقت الخيام وشرع في الحصار ورمي الحجار والاهتمام بالنقوب والاجتهاد بالابدان والقلوب فحصل الاستظهار عليها والتمكن منها وطلعت السناجق على أسوارها واجتهد الأمير علم الدين الشجاعي فيها اجتهادا عظيما وعمل سلسلة عظيمة وعلقها قريبا من شراريف القلعة وطرفها واصل إلى أسفل الربض فكان الجند يتمسكون بها ويصعدون فيها فارتقى فيها جماعة من العساكر وفيهم واحد من اوشاقية الأمير بدر الدين امير سلاح يسمي انجبا فقاتل قتالا شديدا وابلى بلاء حميدا والسلطان ينظر اليه والعسكر يثنون عليه فرسم له بتشريف وامرة فسال امير سلاح أن تكون الأمرة لولده محمد فأعطى اقطاعا وطبلخانة وهي بيده إلى يومنا هذا ثم تتابعت العساكر في تلك السلسلة فكانت حيلة إلى القصد موصلة فملكوا القلعة وطلعتها السناجق بسرعة وقتل من وجد فيها من المقاتلة وسبي النسوة والعائلة ووجد بها بطرك الأرمن فأخذ اسيرا وامر السلطان بأن تمحى عنها سمة الرومية و لا يسميها احد بتلك الاسمية بل سمي قلعة المسلمين الاشرفية ورتب الأمير علم الدين الشجاعي لعمارتها وتحصين قلعتها وترتيب ما يعود على مصلحتها وامره بان يخرب ربضها ويبعده عنها.
من البر الشرقي طائفة من التتر لائحة من بين الجبال فرسم السلطان بتجريد جماعة من و العساكر صحبة بعض الأمراء الاكابر لكشف الخبر وقص الأثر وحسم مادة من ظهر من التتر فجرد اربعة من مقدمي الألوف ومضافيهم منهم الأمير بدر الدين بكتاش امير سلاح وكنت من مضافيه والامير ركن الدين طقصور الناصري والأمير سيف الدين بلبان الحلبي والامير حسام الدين لاجين السلحدار المنصوري فسرنا جميعا سيرا عنيفا وعبرنا الفرات من مخاضة شميصات وسرنا في البر الشرقي عامة الليل والنهار وقصصنا الاثار فلم نجد احدا من التتار فعدنا في الحال وحضرنا إلى المنازلة والقتال حتى افتتحنا قلعة الروم وبلغ السلطان منها ما كان يروم ولقد اتفق فيما بعد وصول الامير سيف الدين جنكلي بن البابا احد امراء التتار الى الديار المصرية فاخبرني انه كان في تلك السرية وانها كانت زهاء عشرة الاف فارس صحبة مقدم يسمي نينمش وكانت قد جاءت تلتمس فرصة وتطلب من المسلمين غرة قال المذكور فلما شاهدنا كثرة العساكر وعظمتها ايقنا ان لا قبل لنا بها فرجعنا على اعقابنا وسرنا مجدين إلى مقامنا.
مخ ۲۸۹