حاير في أمرهم فيما يصنع فلما أن بلغة قرب التتار وكثرتهم وهم المقدمين بيجو ومن معه وخانوين ومن معه وانهم قد تاخموا بلاد الروم ووصلوا إلى الشهر زنجان ونزلوا بالصحرا التي هناك فجمع السلطان غياث الدين جيشه وسار للقاهم وأخذ حريمه معه ليقاتل قتال الحريم ونزل على كوساداغ وهو الجبل الأقرع وذلك الجبل مشرف على الوطاة التي نزل بها بيجو وعساكره ثم أن السلطان غياث الدين ضرب مشورا مع كبار أمرايه وذوي آرايه في لقاء التتار وقتالهم فتكلم كل ما عنده ومنهم من هول أمرهم فغضب اخو كرجي خاتون زوجة السلطان وقال هاولا قد جبنوا وهابوا عنهم وفرقوا - منهم فالسلطان يعطيني الكرج والفرج الذين في جيشه وانا ألقاهم ولو كانوا من عساهم يكونون فغاظ الأمرا كلامه وتقدم واحد من أعيانهم وألزم نفسه الإيمان المغلظة أنه لا بد ان يلاقي التتار بنفسه ومن يضمه فقدمته ولا تنظر أحدا فركب ومعه نحو من و عشرين الف فارس وركب السلطان على الاثر وركبت عساكره وضربت كوساته ونزل المقدم المتقدم إلى الصحرا قاصدا الهجوم على التتار فوجد قدامه واديا عميقا قد قطعه السيل فلم يستطع أن يقطعه فسار في لحف الجبل يطلب طريقا يمكنه التوجه منه نحو التتار فركب التتار وقصدوه ودنوا منه وحاذروه وارسلوا اليه سهاما كالشهب المحرقة والشآبيبه فأهلكوا اكثر خيله وخيل من معه وكان السهم لا يقع الا في الفارس او الفرس هذا والعساكر السلطانية قد تبعته قافية خطوه وحاذية فيما فعل حذوه فلما تقدموا ندموا حين اقدموا وراوا عساكر التتار تحاذي الجبل وتفوق عن قسيها نبال الاجل فسقط في ايديهم وراوا ان الكسرة عليهم فطلب كل منهم لنفسه النجاة وفر نحو ملجأه وأما السلطان غياث الدين فلم يبرح من مكانه وقيد الفرس ووقف على اعلا الجبل ظنا منه أن عساكره التي تقدمت قد نزلت ونازلت ولم يدر بما أصابهم من الافتراق وان كل طائفة منهم صارت الى أفق من الآفاق فأتاه الخبر بذلك وهو في قلة من معه وكان معه جماعة من الأمرا قد نقم عليهم أمرا فأمسكهم وأودعهم الزردخاناة فأطلقهم عند ذلك وسلم الحريم إلى أحدهم وكان اسمه تر كري جاشنكير وهو والده الأمير مبارز الدين ساري الرومي أمير شكار الذي هاجر الى الديار المصرية في الأيام الظاهرية
مخ ۲۱