زبده فکر په هجرت تاریخ کې
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
ژانرونه
ومهب الرياح وهو المكان الذي لم يزل بلاء المسلمين فيه محمودا ونصر خالد يزداد لديهم خلودا فالتقى الجمعان في الساعة الرابعة من يوم الخميس الرابع عشر من شهر رجب وجاءت ميسرة العدو تجاه الميمنة الاسلامية وقد تكردسوا فيها أطلابا وترادفوا أحزابا وصدموا الميمنة الصدمة الأولى فثبتت العساكر للقتال وصبر المسلمون للنزال والتقوا على التتار حتى ضاق بهم المجال فمالوا لذلك على ناحية جاليش القلب فأشار السلطان الينا بأن نردفه فردفناه جميعا وجعلناه بجمعنا منيعا وقتلنا الذين قصدوه قتلا ذريعا وبذلت فيهم السيوف ودارت عليهم دائرة الحتوف فانكسرت الميسرة كسرة تامة وأيقنا نحن بالنصرة العامة وانتهت كسرة ميسرتهم الى القلب الذي لهم وبه منكوتمر ابن هولاكو فضعف قلب ذلك القلب فانهزم طريدا وولي شريدا وأما الميسرة الاسلامية فانها لما صادفتها ميمنة التتار وصادمتها تزحزحت عن مواقفها، ولم تثبت لتراكم كراديس التتار وترادفها ولأنهم كانوا قد بالغوا في تقويتها وامعنوا في كثرتها وساقوا و وراء المسلمين حتى انتهوا إلى تحت حمص ووقعوا في السوقية والعوام والجأوهم الى مكان متضايق الزحام فأبادوا منهم خلقا كثيرا ولم يعلم المسلمون بما تهيأ للميمنة المنصورة من النصرة وما أصاب التتار من الكسرة فاستقبل بعضهم الطريق ووتي وهو من سكر الهزيمة لا يفيق ومنهم من أذته الجفلة إلى دمشق فلما دخلوها شاع بين أهلها كسرة العساكر الاسلامية فتشوشت الخواطر وقلق البادي بها والحاضر ودخل بعض المنهزمين الضعيفي القلب إلى جسر يعقوب ووصل بعضهم الى غزة ولما رأى التتار أنهم قد هزموهم واستظهروا عليهم نزلوا عن خيلهم في المرج الذي عند سد حمص منتظرين قدوم رفقنهم معتقدين ربح صفقتهم ولم يعلموا أنهم انكسروا وولوا وأدبروا فلما طال بهم الانتظار أرسلوا من يكشف لهم الاخبار فعاد الكشافة اليهم وأخبروهم بما تم عليهم فركبوا خيولهم وقد فقدوا عقولهم وعادوا راجعين وبأصحابهم الاحقين وكان السلطان قائما بمكانه لم يبرح ثابتا في موقفه لم يتزحزح في نفر قليل من المماليك الأصاغر وما حوله من أثقال العساكر لأن العسكر تفرق فبعض ذهب خلف العدو في الطلب وبعض أدبر هزيما ظن أن لهم الغلب فرأى السلطان من الحزم أن تطوى السناجق وتخفى البيارق ويبطل الكوسات ومرت ميمنة التتار به راجعة على الأعقاب ناجية منجا الذباب وعاينوا السلطان واقفا في السواد الذي حوله وقد تكاثف حواليه فلم يقدموا عليه بل طلبوا طريق الرستن ليلحقوا بأصحابهم وأسرعوا في ذهابهم لا يهتدون رالي صوابهم
مخ ۱۹۹