تمليك ولدها تدان منكو راسلت هولاكوا وهو يومين ببلد العراق بعدد افتتاحها وأطمعته في أخذ مملكة الشمال التي في يد بني عمه فلما وصلته رسالتها تجهز وسار بجيوشه اليها وكان وصوله بعد مقتلها وجلوس بركة على سرير الملك فبلغه وصول هولاكو لحربه فسار للقايه بعسكره وحزبه و كان بينهما نهر يسمى نهر ترك وقد جمد ماوه لشدة البرد فعبر عليه هولاكوا وعساكره متخطيا اني بلاد بركة فلما التقى الجمعان واصطدم الفريقان كانت الكسرة على هولاكوا وعسكره فولوا على أدبارهم وتكردسوا على النهر الجامد فانفقا النهر من تحتهم فأغرق منهم جماعة كثيرة وأفلت من نجا منهم من المصاف والغرق صحبة هولاكوا راجعا إلى بلاده ونشات الحرب بينهم من هذه السنة وصارت العداوة بين هاتين الطائفتين متمكنة وكان فيمن شهد مع بركة هذه الواقعة ابن عمه نوغيه بن ططر بن مغل بن دوشي خان فأصابته في عينه طعنة فعور ولما قذف النهر جثث القتلى المغرقين جمعها نوعية المذكور مع جثث القتلى أهراما وقال هذه أجساد بني الأعمام والذرية فلا تتركها تأكلها الكلاب في البرية.
ذكر وفاه أبي بكر بن عبد الحق المريني صاحب فاس
ولده عمرو بن أبي بكر بن عبد الحق وكان ولي عهد أبيه وهو الثاني من ملوك بني مرين فأقام نصف سنة أو دون ذلك وثار عليه عمه يعقوب بن عبد الحق وجرت بينهم حرب كثيرة ثم اصطلحا على أن يخلع عمرو بن أبي بكر نفسه وأعطاه عمه مكناسة الزيتون مع أعمالها فاستقر بها مدة ثم أرسل عمه بعد مدة إلى أقوام من بني عمه يقال لهم أولاد عثمان بن عبد الحق كانوا مطالبيه بدم لهم على أبيه فاتفقوا معه فقتلوه وقام عمه يعقوب بن عبد الحق وهو الثالث من سلاطينهم وكان رجلا صالحا حسن السيرة محبا في الصالحين واجتمع عليه أعيان بني مرين ولما جلس في المملكة سار الى
مخ ۱۷