زير سالم: ابو لېلا مهلهل
الزير سالم: أبو ليلى المهلهل
ژانرونه
ويلاحظ رفض الزير سالم للملك والسلطان، ونصيحته لأخيه الملك كليب: «احكم في القبائل بالسويا.»
وهنا تقدم الملك كليب عائدا متوجسا من تهاون أخيه الزير سالم، الذي رفض التخلي عن عزلته هذه في بئر سبع، والعودة معه لمشاركته الكارثة القادمة التي حلت بحكمه وإمبراطوريته، وهو الذي لم يخلف بعد وريثا لعرشه المترامي من زوجته الجليلة التي يناوئه قومها وأخوها جساس. •••
وعلى المستوى القصصي الروائي - والذي هو ليس موضوعنا - يمكن تذكر أن كليب بعد أن تحول إلى مجرد مخلب قط للبطش بأخيه الأصغر الزير سالم من جانب زوجته الجليلة المشحونة - بدورها - من أهلها ضد الزير، على اعتبار أنه الأخ الأصغر الذي يحق له الميراث، كما هي عادة مجتمعاتنا هذه السامية في وراثة الأخ الأصغر، أضف إلى هذا أن الجليلة كانت تنتمي في ولائها القبائلي إلى قبيلتها مرة بدلا من قبيلة زوجها الكلبية، فهي التي أشارت على إخوانها وبيت أبيها بعدم إقدامهم على قتل أي من الأخوين؛ زوجها الملك كليب أو أخيه الأصغر الزير سالم، على اعتبار أنها هي التي ستوقع الفتنة بين الأخوين بدفع زوجها الملك لقتله، سواء بتقمص دور زوجة الأخ الأكبر «أنبوا» في قصة الأخوين الفرعونية الأسرة 18، أو زليخة في يوسف وزليخة، حين ادعت اغتصاب الزير سالم لها، وما أعقب هذه من مطالبته بإحضار - المستحيل - لبن اللبؤة؛ لكي تحمل وتخلف ابنا يرث ملك التبع كليب - قيدوم السرايا - المترامي (من أرض الروم للكعبة دواما)، كما يذكر النص الفولكلوري.
ومن هنا فالجليلة في كل حالاتها تعمل - بكل حيل الأنثى الحقود - على سلب إرث الأخ الأصغر المهلهل، فسواء نجحت أحابيلها ومكائدها في التخلص من الزير سالم بقتله، أو بأن تلد ولدا ذكرا لكليب، فهي في كل حالاتها تتحرك لصالح قبيلتها وسلطتها وتسلطها بدلا من قبيلة الزوج كليب بن مرة.
حتى إذا ما فشلت أحابيلها هذه، سوى من هد كاهل زوجها الملك كليب، وإبعاد الزير سالم بوادي بئر سبع الموحش، مثلما فعلت سارة بإزاء الابن البكري إسماعيل حين أبعدته بوادي بئر سبع أولا، ثم مكة الموحش «غير ذي زرع».
هنا عاودت قبيلتها التدخل ومناوءة الملك المتصلب كليب الذي طعن في السن وحل قتله أو هتكه أو هلهلته، وسلب البكريين بأميرهم الشاب جساس لملكه وسلطته المترامية.
كما يلاحظ أن الجليلة - هي بدورها - قد كفت وتوقفت عن مكائدها ومطاردتها للزير الفتى بعد أن أحضر لها في آخر أحبولة أو مكيدة الوصفة أو الدواء الذي سبق أن أشارت به دايتها، والتي كانت في موقع طبيبتها بإحضار لبان لبؤة بصوفه تحملها الجليلة عبر فرجها لكي تحمل بابن ذكر يرث ملك أبيه كليب، بدلا من الأخ الأصغر الزير الذي كان من المقدر له أن يكون الوريث الطبيعي والشرعي الأصغر، كما هو المتبع عند معظم شعوب وحضارات وقبائل العالم القديم، وبحسب ما يسوقه سير جيمس فريزر في استطراداته في تقديم معلومات تكاد أن تصبح قانونية وشرعية، حين صادفته هذه الفكرة التي ترد بكثرة مفرطة مصاحبة للتراث العبري في ذات المكان على أرض فلسطين بئر سبع وما حولها مصاحبة لنسل إبراهيم وأبنائه، بدءا من إسحق الذي كان توءم أخيه الأكبر إسماعيل، وكان قد عزل أخاه إسماعيل من حقه في وراثة شيخ القبيلة
8
أبيهما إبراهيم بسلب أرضه وممتلكاته وبركاته، كذلك مع ابنيه؛ عيسو أو العيص، أبو العرب الأدوميين في بادية الشام بسوريا والأردن، ويعقوب الذي تسمى بيعقوب من جانب أمه «رفقة»، والتي كانت بدورها تسمى قبل الزواج ب «لبيبة»؛
9
ناپیژندل شوی مخ