زير سالم: ابو لېلا مهلهل
الزير سالم: أبو ليلى المهلهل
ژانرونه
وهكذا ركبه الزير وساقه عائدا إلى العمران حتى دخل المدينة والناس في عجب، وما إن شاهداه من شرفة قصرهما كليب والجليلة في موكبه ذاك، حتى بكى كليب فرحا، أما هي فاشتعل قلبها واتقد، ولم يهدأ لها بال إلا حينما دبرت مكيدة أخيرة.
أما الزير سالم فإنه أنزل القربة عن ظهر أسده المستأنس المقهور، ثم ضربه ألقاه قتيلا، مغمغما: أخذنا بثأر الحمار.
وهنا أمر كليب خدمه أن يدخلوا الزير إلى الحمام، فدخل واغتسل ولبس «حلة من الأرجوان»، ومعروف أن الأرجوان الأحمر القاني كان الشعار الدامي لفينيقيا منذ أقدم العصور.
مع ملاحظة أن فينيقيا هنا تعني الطلائع البحرية من بين الكنعانيين؛ من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، سكان المدن البحرية الدول التي عرفت جوهر الهلينية كمجتمع ثقافي مستنير هدفه الأخير الإنسان حقوقه وواجباته، قبل أن يعرفها الهلينيون أنفسهم بأكثر من ألفي عام، كما يذكر شيخ المؤرخين أرنولد توينبي.
فما إن شاهد الملك كليب أخاه الأصغر - الزير سالم - في لباس من الأرجوان القاني كالإله تموز حتى قبله بين عينيه، وطالبه بأن يتمنى عليه، فلم يطلب الزير سوى أن يعطى «بير سبع» أو منطقة بئر سبع ويكون له فيها صيوان؛ فالانعزال أفضل للرجال الأحرار، وقال مازحا: «لا سيما ولي على السباع ثأر، ولا بد من قتل جميع الأسود، أو يرجع حماري
16
ويعود.»
فضحك كليب وتعجب وأعطاه ما طلب وودعه، وسار الزير سالم حتى وصل إلى بير السباع، ونصب صيوانه الذي أصبح قصرا من جماجم الأسود، والذي كان كلما قتل أسدا منهم يقول مازحا: يا لتارات الحمار.
واتخذ له صديقا وفيا - هو ابن عمه «همام» أخو الجليلة والأمير جساس - فانعزلا في بئر سبع هذه في فلسطين يشربان المدام ويسمعان الأنغام لمدة ثلاث سنوات.
الزير سالم إله مهلهل ممزق
ناپیژندل شوی مخ