زير سالم: ابو لېلا مهلهل
الزير سالم: أبو ليلى المهلهل
ژانرونه
جاء غزو التحالف الكالبي «السوري الفلسطيني» أقرب إلى الطرد والتحرر من اغتصاب الملك التبع اليمني لكلتا الزوجة المغتصبة والأرض أو الوطن، فاغتيال الملك التبع حسان اليماني كان بمثابة التحرر ونقل السلطة إلى التحالف القيسي الكلبي الفينيقي لشعوب الثغور منذ مطلع الألف الثانية ق.م.
6
بما يشير إلى أننا بإزاء ملحمتين أو سيرتين التقتا وتزواجتا بشكل متعسف أولاهما: «ملحمة حسان اليماني» الحميرية القحطانية، وثانيتهما «الزير سالم» أو المهلهل سيد بني ربيعة، ملوك شمال الجزيرة والشام وفلسطين في ذلك الوقت، اندثرت أولاهما - «حسان اليماني» - ولم يتبق منها سوى آخر حلقاتها: مصرع تبع حسان في دمشق على يد أبطال سيرتنا هذه.
ويمكن تأكيد هذا الرأي، إذ ما عرفنا أنها خصيصة سامية عربية تتضح أكثر في السيرة الهلالية، وفي صراعي قحطان وعدنان داخل التحالف، على طول أحداث السيرة وهجراتها وحروبها على طول الشام والمغرب العربي ومداخل أوربا الجنوبية.
ومن هنا فنحن بإزاء سير نثرية بأكثر ما نحن بإزاء ملاحم، من حيث الاهتمام الأقصى للسيرة بالأنساب والبناءات والصراعات القبائلية العائلية، وكذا التحالفات العشائرية السياسية والاجتماعية الطبقية دون إغفال للشعر الملحمي المأثوري من أصيل وخسيس أو دخيل بحسب اجتهادات الرواة، والتكامل الجسدي المتوالي - الذي يعرف بالتراكم الملحمي - داخل مختلف مجتمعاتنا وكياناتنا العربية، وإغراقها في الأمية إلى حد التمجيد الشعائري لها؛ لذا فالمجتمع الأمي يعتمد على عقوله
7
المعدة والمدربة على عادات وشعائر الحفظ والتحفيظ لمنتجاته الروحية والطقسية والتاريخية والتقويمية الشعائرية؛ كعاشوراء - أول شهور السنة الإسلامية القمرية - وأربعاء أيوب، وخميس العهد، والجمعة الكبيرة، وسبت النور، وأحد السعفة، وأول رمضان، وأعياد الضحية واللحم، وانتصاف شعبان.
كل هذا بالإضافة للأحداث التاريخية والهجرات والأنساب وغيرها مجالها الذاكرة والتواتر بالحفظ، وكل هذا أدى إلى توحد الملك بالكاهن بالمداح أو الشاعر والساجع على طول تراثنا العربي، كما أدى إلى توحد الكاهن ورجل الدين بقدرته على الحفظ للنصوص الدينية ومأثوراتها بمراكز السلطة المتعاقبة حتى أيامنا الماثلة.
بما يفترض في مثل هذه الحالة لغة شعرية أو سجعية أسطورية إيقاعية، ميسرة الحفظ، تمتلك قدرات البقاء والتواتر الشفهي داخل مجتمعات السير والملاحم والبالاد في عمومها التي من خصائصها: تفشي الأمية وعبادة الأسلاف، وحيث تكون الأغاني القصصية ملحمية في نبراتها ومقسمة إلى حلقات، فنجد أن الأمير/الملك فيها يشبه أشد الشبه الملك الملحمي في أغاني شارلمان أو آرثر؛ فهو شخصية رياسية يتسيد مجموعة من الأبطال، لكل منهم شهرته التقليدية وحكاياته الخاصة كما يذكر كراب.
وكما سيتضح هنا عبر توالي هذه السيرة التي تولي اهتمامها الأقصى لمطامح الأرستقراطية السياسية والقبلية العربية الحاكمة وصراعات بلاطها التي ستنحسر أحداثه التالية عقب اغتيال الملك التبع اليماني في الشام، بما سيركز ساحة أحداثها ما بين دمشق وبيروت والأردن وفلسطين، خاصة مدينة «بئر السبع» أو بيت سبع الحالية في الأرض المحتلة، والتي واصل فيها بطل السيرة وشخصيتها المحورية - الفلسطيني سالم الملقب بالزير
ناپیژندل شوی مخ