244

============================================================

هو الجواد الذي يعطيك نائله عفوا ويظلم أحيانا فيظله(1) فوا، أي ابتداء من غير مسألة(2).

فاله عز وجل عطاياه لا تحصى، وهو يجود على من لا يسأله، ويعطي من لا ستوجب. وهباته لا يقادر قدرها، وهو يهب بلا مقدار لغناه عنها. فهو الواهب الذي لا يبخل على خلقه، الوهاب الذي يهب كثيرا، الجواد الذي لا تحصى عطاياه، الغني عن الأشياء كلها . تبارك الله وتعالى.

[28] الطيف الخبير ومن صفاته "اللطيف الخبير". قال الحكيم: لأنه لطف في صنعه لرأفته ورحمته، فلم يدع شيئا من لطيف صنع إلا خلقه بحكمته، ولطف لكل ما يحتاج اليه خلقه، رحمة منه بهم، ولم يعلم شيء من خلقه ما يحتاج إليه لنفسه، ولا قدر على صنعته . فلما نظر إليهم، وهم محتاجون، لطف لهم أن خلق لكل ما يحتاج اليه، ولم يؤهلهم أن يخلقوا لأنفسهم، فيكونوا خالقين مثله، بل خلقه فوهبه لهم فقيل له "لطيفت" لرفقه بهم، وعلمه بما يصلحهم.

والطيف في معنى الرفق والعلم بالشيء. يقال: فلان لطيف الكف، أي رفيق بعمله(3)، عالم به، حسن التأني له. ويقال: ألطف لفلان في هذا الأمر، إذا أمره أن يتأنى له من وجه يخلص إلى بغيته منه(4). فالله عز وجل لطف للخلائق كلهم ا ال ل ا ال ل ال ا لال ل (1) ديوان زهير بن آبي سلمي بشرح ثعلب ص 119.

(2) من (قال زهير) : زيادة من م وأخواتها، لم ترد في ب.

(3) في م كتبت في البداية : بعلمه، ثم صححت : بعمله .

(4) في تفسير أسماء الله للزجاج ص 44 : فلان لطيف إذا وصف بأنه محتال، متوصل إلى أغراضه في خفاء مسلك. وفلان لطيف في علمه يراد به أنه دقيق الفطنة، حسن الاستخراجا له. وهو في وصف الله يفيد أنه المحسن إلى عباده في خفاء وستر.

مخ ۲۴۱