============================================================
لقد بسملت ليلى غداة لقيتها ألا حبذا ذاك الحبيب المبسمل(1) قال: وهي حضرية، وليست ببدوية.
قال بعض العلماء(2): اسمه الله، لأنه تفرد بهذا الاسم. فلم يسم بهذا الاسم شيء من الخلق، ولم يوجذ هذا الاسم لشيء من الأشياء، ووجدنا غيره من أسمائه الحسنى نعوتا وصفات لهذا الاسم الواحد. وإنما جاز أن يقال لها أسماء"، وهي صفات ونعوت، لأن النعت يقوم مقام الاسم، ويكون خلفا منه ، كما يقال(3): "قام زيد العاقل" و"قام زيد اللبيب"(4). فزيد هو الاسم، والعاقل نعته. ثم تترك تسمية "زيد"، فتقول "قام العاقل" و"قام اللبيب"، فيكون "العاقل" و "اللبيب" خلفا من متروك. فالعاقل في هذا الموضع اسم، إذا صار له الوصف.
وهذا الاسم مستول على الأسماء كلها، أعني "الله" عز وجل، وإليه تنسب االأسماء كلها. قال الله عز وجل ولله الأسماء الحسنى) [الأعراف: 180]، فسب إلى هذا الاسم الأسماء كلها. والبر والفاجر انقاد له بهذا الاسم كرها وطوعا، وتسمى الناس بسائر الأسماء، ولم يتسموا بهذا الاسم الواحد، وهو "الله". والذين أشركوا في عبادته، وعبدوا غيره، اشتقوا له(5) اسما من اسمه فسموا أوثانهم "آلهة" . فأما لأنفسهم فلم يستجيزوا ذلك، وتسموا بالعزيز والجبار والملك والرحيم والعظيم وسائر الأسماء.
فهذا اسم له على الانفراد، ممنوع منه(2) الخلق أجمعين . قال الله عز وجل اهل تعلم له سميا [مريم: 65]، قال بعض المفسرين: أي هل تعرف له (1) الزاهر لابن الأنباري 103/1، وديوان عمر بن أبي ربيعة ص 241 .
(2) في ه: قال العلماء قلنا.
(3) في ب وه: كما يقول.
(4) لم ترد في ب، وفي م وأخواتها: قام عمرو اللبيب.
(5) في ب: لها، والإحالة إلى (غيره) .
(6) في الأصول : ممنوع من الخلق أجمعين.
مخ ۱۷۱