============================================================
ه و (2) فأتاه(1)، وقد وزع اللحم، وبقي الرأس(2). وكان صبيا صغيرا، فأخذ بأنفه(3) فجعل يجره، فقيل له: ما هذا؟ فقال: أنف الناقة. فلقب بذلك. وكانوا يغضبون إذا قيل لهم "بنو أنف الناقة" . فلما مدحهم الحطيئة فقال: [البسيط] قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا(4) رضوا بذلك، وصار مدحا لهم، بعد أن كان هجاء.
و إنما ذكرنا ذلك تنبيها على عظم شأن الشعر والشعراء في الجاهلية، وإحكام أمر لغة العرب. والحديث ذو شجون، والقول يعرض في خلال القول، حتى يحتاج إلى ذكر كلام في فن من الأدب لا يكون ذلك موضعه. وقد روي عن بعض العلماء، وأراه الخليل، أنه قال: نظرت في فني من الأدب، فإذا فيه ما يحتاج إليه اا وفيه ما لا يحتاج إليه. فوجدت ما يحتاج إليه لا يتم إلا بما لا يحتاج إليه(5).
[فإذا](6) هو أيضا مما يحتاج إليه.
[التبوة والشعر عند العرب] وروي عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء، قال: كانت الشعراء في ال الجاهلية عند العرب بمنزلة الأنبياء في الأمم، حتى خالطهم أهل الحضر، ال فاكتسبوا بالشعر(7)، فنزلوا عن رتبتهم. ثم جاء الإسلام، ونزل القرآن بتهجين ال الشعر وتكذيبه، فنزلوا رتبة أخرى. ثم استعملوا الملق والتضرع، فقلوا واستهان بهم الناس.
(1) فقالت أم جعفر : زيادة من م وأخواتها . وانظر: الأغاني 117/2، والاشتقاق ص 255 .
(2) وقد وزع اللحم: زيادة من ب، وورد في م وأخواتها: فأتاه فلم يجد عنده شيئا إلا رأس الجزور.
(3) فأخذ بأنفه : زيادة من م وأخواتها.
(4) ديوان الحطيثة بشرح السكري ص 6، وطبعة نعمان ص 133، وفضل العرب لابن قتيبة ص 192، والعمدة 50/1.
(5) في بعض النسخ اضطراب في النقل .
(6) زيادة منا.
(7) اكتسبوا بالشعر، أي تكسبوا بالشعر، وحولوه إلى حرفة.
مخ ۱۲۰