له سقف يحميها لهيب الحر،
وبرد الشتاء.
حمام فيه ماء،
ولمبة كهرباء.
في الليل وهو نائم يراها أحمد الدامهيري، في النهار وهو يمشي يلمحها من بعيد. ليست هي بالذات، بل فتاة أخرى تشبهها، طويلة ممشوقة القوام، رأسها شامخ مرفوع. يريد أن يمسك رأسها بين يديه ويكسره، يكسر هاتين العينين الوقحتين، أن يروض هذه النمرة في فراشه، أن ترقد تحته، يخترقها بعموده الحديدي، يخرق عينها بإصبعه، يجعلها تئن من تحته أنينا متواصلا، تطلب منه الرحمة، كما يطلب العبد الرحمة من الرب.
منذ طفولته كان يحلم أحمد الدامهيري بهذه الأسطورة، تغذيه أمه منذ الولادة بالنبوءة: يا ابني، ربنا زارني في المنام، قالي: في بطنك ولد مكتوب له يكون ملك أو أمير، يركب حصان أبيض ويطير ... يطير.
يطير ... يطير ...
يحلق بعينيه في السماء، يتابع صوت أمه وهي تقول: «يطير ... يطير ...» ينمو له في الحلم جناحان، يطير بهما فوق البيوت والبحار، يطير بهما فوق رءوس الرجال، لا يمكن لرأس واحد منهم أن يعلو فوق رأسه.
أبوه يأخذه معه إلى الجامع، يركع مثل أبيه ويسجد؛ يحمد الله لأنه خلقه ولدا وليس بنتا، إن لدغه دبور أو نحلة يبكي.
ينهره أبوه: إنت راجل ازاي تعيط زي النسوان؟
ناپیژندل شوی مخ