وسرعان ما تلت ذلك اكتشافات أخرى؛ إذ كان تود يحمل 2400 دولار يملكها، قام رجال الشرطة برصها على المنضدة في كومة تجاور نقود ناصر، وفي جيب تود وجدوا صورا لبعض الخرائط.
وحاول تود أن يفسر وجودها قائلا: «إنها تساعدني في توصيل الأمتعة.»
ولكن ذلك التفسير لم يرض رجال الشرطة.
وفي أحد جيوب تود وجدوا شريحة ذاكرة صغيرة، من النوع المستخدم في آلات التصوير الرقمية. وضحك تود موضحا أن عليها صورا ملتقطة للأضرار التي أحدثها الطوفان، ولكن السلطات وجدت لها دلالات أبعد من ذلك.
ولما شاهد زيتون تكاثر الأدلة فوق المنضدة، انكمش في جلسته، كانت معظم الأجهزة المحلية قد توقفت عن العمل، ولم يكن في المحطة محامون ولا قضاة، وشعر زيتون بأنهم لن يستطيعوا الخروج من هذه الأزمة مهما قالوا. كان الجنود ورجال الشرطة في الحجرة مهتاجين اهتياجا لا تهدئه الألفاظ، والأدلة تثير علامات استفهام تستعصي على الإجابة، ووطن زيتون نفسه على انتظار لا بد أن يطول.
وأما تود فكان ضيق صدره يشتد؛ إذ يهدأ لحظة ثم يعود إلى الانفجار، وأخيرا رفع أحد الجنود ذراعه كأنما ليلطمه بظاهر يده، فصمت تود.
وبعدها جاء دور التحقيق مع زيتون، سيق إلى شباك تذاكر القطار وسجلت بصماته، ثم دفع إلى جدار قريب رسمت عليه علامات الطول بخط اليد، من خمس أقدام إلى سبع. كان زيتون قد وقف في هذا المكان من قبل ينتظر شراء تذاكر القطارات لأصدقائه أو موظفيه، أما الآن فكانت يداه مقيدتين، ويحرسه جنديان يحملان بندقيتين من طراز إم-16، وكانت صورته تلتقط.
وعند شباك التذاكر سلمهم حافظة نقوده، ثم تعرض للتفتيش بحثا عن أي ممتلكات أخرى، وطرحت عليه أسئلة أساسية عن اسمه وعنوانه وعمله وبلده الأصلي. ولم يخبره أحد بأي تهم موجهة إليه.
ثم سيق أخيرا إلى صف المقاعد وأجلس من جديد إلى جوار تود وناصر؛ ريثما يجري التحقيق مع روني.
وبعد لحظات قبض جندي بشدة على ذراعه من إبطه صائحا: «انهض!»
ناپیژندل شوی مخ