3- لأن الزيدية لا تعتقد بأن الإمام زيد أولى بالتقليد من غيره كالإمام جعفر الصادق مثلا ، ولا أنهما أولى بالتقليد من الإمام القاسم الرسي ، ولا أنهم جميعا أولى بالتقليد من أبائهم وأجدادهم . ولذلك فإنهم يتمسكون بما أجمع عليه أهل البيت النبوي الشريف للأحاديث الواردة في ذلك كحديث التمسك بالثقلين المروي في صحيح مسلم وغيره من الأحاديث الدالة على أن إجماع أهل البيت حجة ؛ وهو مذهب الكثير من العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية كما هو مذكور في فتاويه ج28،ص493 . أما في المسائل الفرعية فالعالم يعمل بما أدى إليه اجتهاده ، والمقلد المميز يعمل بمذهب إمامه الذي قلده ، أما الجاهل الصرف فمذهبه مذهب أهل جهته ، وفيما قد عمله معتقدا صحته ولم يخرق الإجماع فمذهبه مذهب من وافق من الأئمة المتبوعين . ومع كل هذا التيسير فلا تجيز الزيدية تتبع الرخص والرغبات .
لقد وصل المذهب الزيدي المعروف الأن في اليمن نظرا لحرية الفكر وفتح باب الاجتهاد ليكون خلاصة أبحاث عميقة ودراسات واسعة في كل مجالات الفقه الإسلامي العظيم ، واستمرت تلك الجهود المضنية في البحث والتنقيب والتصفية أكثر من سبعة قرون ، وقد قام بذلك أئمة أعلام أهل البيت النبوي الشريف ومن تابعهم من الفقهاء المجتهدين ، وهم في كل ذلك يعتمدون على المحكم من كتاب الله والصحيح من سنة رسول الله وعلى الإجماع والقياس وأحيانا على الاستصحاب والاستحسان والمناسبة المرسلة وهي التي تتفق مع المقاصد الشرعية فيما لايوجد له نص في الكتاب أو السنة إثباتا أو نفيا [5].
طبقات رجال المذهب الزيدي :- [6]
1- طبقة المؤسسين . وتساوي هذه الطبقة إمام المذهب في نظر
المذاهب الأخرى ، ومن هؤلاء :
الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المتوفى شهيدا سنة 122ه .
الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي المتوفى سنة 245ه .
الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي المتوفى سنة 298ه ؛ وهو المؤسس للمذهب وللدولة الزيدية في اليمن .
الإمام الناصر لدين الله الحسن الأطروش بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المتوفى سنة 304ه ؛ وهو المؤسس للمذهب وللدولة الزيدية في خراسان .
2- طبقة المخرجين . وهم الذين استخرجوا من كلام الأئمة أو
احتجاجاتهم أحكاما لا تتعارض مع الأدلة الشرعية ؛ ومن هؤلاء :
مخ ۵