زوج مرات الرصاص او بي بی یي ښکلۍ
زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة
ژانرونه
كنت حزينا وهادئا كتمثال من عفن الخبز، كان جعفر فيك، جعفر مختار، تذكرته عندما تكلم ابنك رياك بصوته الجهوري القوي، الذي حينما يتكلم كأنه يستعير طبولا مسحورة.
إذا لم تقف لن نمضي وراءك أكثر.
هذه الفتاة المخلوقة من ليل قدسي، الرشيقة كغزالة ترقص في الريح، كم أنت تحبها وتدللها! ما كانت تخبئ عنك شيئا، إلا ما يجب إخفاؤه، كوله جارتها الحسناء آمنة بك، كسؤالها الملح عن فحولتك، كقولها المباشر أو غير المباشر.
هل تهتم أنت بها؟
قلت لابنتك منى ذات مرة وأنت في قمة تناقضك: لو كانت أمك حية لما أضافت لك شيئا.
وقلت لها أيضا: إن الرجل يحب ثلاثة أشياء في فتاته ... ولم تقل لها ما هي هذه الأشياء الثلاثة، لكنها خمنت أحدها وقالته لنفسها: أن ترى أن أهم ما في هذا الكون هو الله؛ لأنه خلق زوجها، هذا المتفرد الذي يحبها، وأهم ما يجعل زوجها متفردا وعظيما ولا شبيه له في الأزواج هو حبه لها، أما الشيء الثاني، فلم تستطع منى تخيله، لكنها تخيلت الشيء الثالث وقالته لنفسها أيضا في سرية كاملة: أن تصبح طفلته المدللة وأمه المدللة.
وأنت دائما لا تدري كيف استطاعت ابنتك منى أن تتعلم الحكمة منك، أو من جعفر، جعفر مختار، وأنتما مثل كتابين مكتوبين بحبر مسحور، يعمي كل من يحاول أن يقرأه، تحدثت ابنتك منى عن البساطة وعن أقوالك المعقدة أحيانا، والساذجة جدا أحيانا أخرى، عن خالها مجوك وجمجمة جدها بدولاب أمها القديم المغلق منذ وفاتها، الدولاب الأسود المصنوع من قلب الأبنوس، جمجمة جدها ماجوك المجني عليه، مخترقة بطلقة بندقية، حدثتك عن خالها وقوله: إنه فتر من حرب جيش الحكومة، أو كما عبر عنه هو في رسالة سابقة: جيش أخي ملوال.
وأنت أنت.
لا تعرف، أتقف مع ماجوك، وهو الأخ الأصغر لزوجتك مليكة شول، وهو يحارب مع جيش الغابة، ضد جيش الحكومة، أم تقف مع ملوال، وهو الأخ الأكبر لزوجتك مليكة شول، وهو يحارب مع جيش الحكومة ضد جيش الغابة؟ أما مليكة فقد قالت لك بوضوح: أنا مع الاثنين، بنفس القلب، وبنفس الحب والحقد، قلبها في الغابة مصوبا جحيما أبديا ضد ماجوك، وهو يحلم بالأطفال والخريف، أما روحها فتحميه من رصاص جيش الحكومة، خاصة رشاشة أخيه، وقلبها جحيم مستعر ضد جيش الحكومة، طالما كانت هي أخت الاثنين، والأمر ليس كما يبدو لك من التعقد والحيرة؛ الله واحد، ولا نستطيع أن نقول: إنه يقف مع جيش الغابة وينصره، ويقف في ذات اللحظة وذات الصراع مع جيش ملوال وينصره؛ وذلك لأنني أحب الاثنين؛ لأنه حيثما وجد نصر، توجد هزيمة، أن ينتصر أخي يعني أن يهزم أخي، أن ينتصر الاثنان يعني أن يهزم الاثنان، فما أكبر الحزن! لكنك كما تعرف نفسك لا تقتنع بالإجابات السهلة والأسئلة المجانية؛ لذا أجبتها بابتسامة غامضة، وأنت تحدد لها بالدقة العلمية أنك لست المسئول، ولن يلومك أحد ولم يؤنبك ضمير؛ لأن ضميرك دائما في جانبك، أو كما يقول جعفر، جعفر مختار: ضمير الرجل الحر، ضمير مسالم ووديع.
منى قد تحتقر خيالاتك وجنونك وعبثك، وهذا لا يعني أنها غير معجبة بك، أو تحتقرك في شخصك، وحكاية رجل الشجرة ما كانت لتقنعها أو تشبع فيها شبقا، لولا أنها وجدت رجل شجرة في بيت الجيران القريب، ولدا مدللا، لا يعرف شيئا عن الآلية، ولا الخطر النووي، أو الأسطول السادس الأمريكي، لم يسمع به إطلاقا، أو يفهم في الاقتصاد، ولم يسمع عن كاتبة صينية تسمى كان شو، مثلما تثرثر أنت معها، لا يعرف لكنه يستطيع أن يحبها، أن يخليها تلحس شفاهه، وهي مسترخية مخدرة تحت صدره، قائلة في حلية رومانسية: أرجوك، أرجوك. صرخت زوجتك نعمة ابنة خالتك قائلة: ما كانت حياتك كلها نساء، لكنك تعشقهن، تحلم بهن كثيرا وتحب أن تردد قول جعفر، جعفر مختار: المرأة كالهواء، إذا حرمت نفسك منه اختنقت، كلما سنحت لك فرصة لقول ذلك، وترى من حق كل شخص أن يشبع حاجاته من الجنس الآخر، في حدود الممكن وفي إطار حريته، وما زلت تبحث لابنتك عن رجل حر يشبع جموح شهوتها، كما لو كان كل الرجال مثلك، تذكرت جعفرا، جعفر مختار، أشعلت سيجارة، أطفأتها، رأيته ذات مرة ينام معلقا على فرع شجرة لالوب، أيقظته، مشيتما إلى قرية عند حنية النهر، تجولتما بين الأكواخ الصغيرة القديمة الهشة، لعبتما مع شيخ عجوز السيجا، حكى لكما عن شباب في القرية بعقلية الأطفال وأجساد الشيوخ وقال: ربما نحن الآن في آخر الزمان، ضحك جعفر، جعفر مختار، وهو يؤكد له باختصار شديد أن ذلك في مصلحة الوطن في المدى البعيد، وحاول أن يشرح له ذلك بشكل أوضح، لكن الشيخ لم يعره انتباها؛ لأنه كان على وشك أن يهزم، كنت تجري في جدية ورعب نحو الذي ينتظرك، إلى الأمام، إلى الأمام، وكان صوت مليكة يتبعك هاتفا: اسمعني، اسمعني ومت.
ناپیژندل شوی مخ