51

زوج مرات الرصاص او بي بی یي ښکلۍ

زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة

ژانرونه

ثم اتفقت مع ياسمين على هذه الرؤية التي أكدت لك: رغم أن أمي وأبي يرفضان هذه الزيجة إلا أنها ستتم، إنهما لا يزالان يحتفظان بعقلية الماضي، عقلية جدهما بائع الرقيق بأعالي النيل، ثم أخبرتك عن نسب والدها ووالدتها الذي ينتهي بالباشا الشهير بتجارة الرقيق في أزمنة الاستعمار التركي للبلاد الكبيرة، فتذكرتما جعفرا، جعفر مختار، وقلت لها: لن يستطيع أحد أن يسلبنا انتماءنا للبلاد الكبيرة، ثم أضافت: لكن ما يحيرني حقا هو: كيف توافق أمك ويوافقك أبوك على زواجي من عبد الله، ويرفضان زواج رياك منك؟ فالدينكاوية مليكة شول مادنق، أمنا أنا وهو، ومحمد الناصر الذي لا أب له، هو أبي وأبوه!

فقالت لك ببراءة وصدق: أنت تعرفين أن الأمر في هذه الناحية يختلف كثيرا، فعندما قصصت لوالدك ذلك ضحك كثيرا، أشعل سيجارة، أطفأها، قال لجعفر، جعفر مختار: دعنا نذهب للنهر، للراعي، لطفله، للأغنام وأشجار المسكيت.

كان الراعي العجوز عجوزا، وطفله النزق نزقا، وأغنامه الفرحة تثغو وتعر، وكلبه يجري وراء الأرانب والفئران الكبيرة ينبح مبتهجا بشمس الصباح، ثم يقترب من سيده الراعي محييا إياه، مبصبصا بذيله، وكأنه يشكره على هذا الصباح الجديد، هذا اليوم الذي وهبه إياه، وبينما كانا يقتربان من طفل الراعي الذي كان يجري نحو النهر وخلفه حملان، إذ ناداهما الراعي العجوز قائلا: اشربا معي القهوة.

فجلسا قربه تحت شجرة لالوب، سأله جعفر: أين بيتك؟ لأنا نراك ليل نهار قرب النهر، أو تحت هذه الشجرة، شجرة اللالوب.

قال مبتسما وهو يعالج البن على المقلاة: بيتي هذه الشجرة، وهذه المخلاة.

سأله والدك مندهشا: أين ملابسك وحقائبك وأشياؤك؟

فأشار للمزمار والمخلاة ومواعين القهوة، قال: هذا كل ما أمتلك من معدات وأشياء، أما ملابسي فعلى جسدي، وتلك هي عصاي أتوكأ عليها، وأهش بها على غنمي!

فسأله جعفر مبتسما: ومن هذا الطفل؟

قال: إنه ابن بنتي عائشة، وهي تعيش بالمدينة، لكنه أحب الإقامة معي، إنه مثل الأرنب البري، يعشق المحريب والمسكيت، ومثل الورل يرضع الأغنام والنعاج، وكالبلطي يحب الماء.

بعد أن شربوا القهوة جميعا، أخذ الراعي مزماره واصطحبهما للنهر، وهنالك ساعداه على غسل فراء نعاجه وخرافه، ولعب الأربعة لعبة التمساح والفريسة، وكانوا يقومون برمي طفل الراعي بعيدا في الماء، أو يغطسان به لقاع النهر، أو يورطانه في دوامه ويتركانه لكي يتصرف، فدائما ما كان يعود ظافرا للشط، وهو يضحك في فوضوية، قال جعفر للراعي: علمنا العزف على الناي.

ناپیژندل شوی مخ