هذا هو مارون عبود الشاعر، أما مارون عبود الناثر فهو رجل غير هذا، افهم يا صاحبي، إن الناقد يعرف الذهب ويميزه، وإن عجز عن خلقه، فإن رأيت عند هذا المارون ما لا ينطبق على آرائه في الشعر، حين ينتقد غيره، فكن متأكدا أن مارون الناقد لن يرحم مارون الشاعر، فوالله، وبالله، وتالله، لأؤدبنه أدبا صارما، ولأحملن عليه، كما حملت على غيره، حملات غواشم، فهو يدعي أنه يؤدي رسالة منظومة لينجو من يدي، فلسوف أرينه حين يقع ديوانه بين يدي، أن هذا الادعاء لا يعصمه ولا ينجيه، سترى أنني سأري ذلك المارون الوقح كيف يكون النقد المر، وإن يغضب فلا رحمه الله، ولتهتز عظامه في قبره، فكم أغضبت غيره من قبل، أما قيل: بالكيل الذي تكيلون يكال لكم وأزود؟
انتظر يا قارئي، إنها ساعة لها ما بعدها في تاريخ النقد.
انتظر، انتظر، فما أقرب اليوم من غد!
يخلق الشعر كل يوم عروسا
مثلما تخلق الخمور الحبابا
تتجلى لنا العذارى فنكسو
عريها من بياننا جلبابا
لا تقولوا شبنا، فما الشيب عيب
إن في الشيب من يبز الشبابا
رب شيخ ما انفك عارض رمح
ناپیژندل شوی مخ