قويته عليك،.فقلت: أخبريني عن الشيخ الذي مررت به، قالت: ذلك عملك الصالح أضعفته فلم يكن له قوة ولا طاقة بعملك السوء، فقلت لها: وما الذي تصنعون ههنا؟ قالت: نحن أطفال المؤمنين قد أسكننا الله تعالى في هذا الجبل ننتظر قدومكم علينا فنشفع لكم، فانتبهت فرحًا مسرورًا.
وقيل: أوحى الله تعالى إلى داود ﵇، يا داود: ليس كل الأولاد أولادًا صلحاء، منهم ولد يسعر على والديه نارًا، وولد يشفع في أبويه فيدخله الجنة.
يا داود، كم من مملوك عندي أقرب من سيده، وكم من ولد أطهر من أبيه.
يا داود، إن السعيد عندي هو السعيد أبدًا وربما حال إلى الشقاوة، وإن الشقي عندي هو الشقي أبدًا ولربما حال إلى السعادة، ثم لا راد لحكمي ولا دافع لقضائي.
وقال بعض الصالحين ﵃: كان بجواري رجل مدمن على الخمر فمات، فسًالت الله أن أراه في المنام، فرأيته بعد ستة أعوام وعليه حلة خضراء، فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: يا سيدي، لما مت دفعت إلى جهنم، فضربوني بسياط من نار، بكل كأس شربته ألف ضربة. وكنت تركت زوجتي حاملًا، فولدت لي غلام فلما تكلم وقال: لا إله إلا الله أعتقني الله من النار.
فلما تم له خسة أعوام دخل المكتب فلقنه المعلم: بسم الله الرحمن الرحيم، فقالها فأدخلني الله تعالى الجنة وأعطاني فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.
قال ﷺ: " ما من شفيع أفضل عند الله منزلة يوم القيامة من القران ".
1 / 46