وكانت أم سليمان ﵂، على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام تقول له: " يا بني، لا تكثر النوم بالليل، فإن كثرة النوم بالليل تدع الرجل فقيرا يوم القيامة. يا بني، من يرد الله لا ينام الليل لأن من نام الليل ندم بالنهار ".
وقيل في المعنى شعر:
يا أيها الغافل جد في الرحيل ... وأنت في لهو وزاد قليل
لو كنت تدري ما تلاقي غدا ... لذبت من فيض البكاء والعويل
فاخلص التوبة تحظى بها ... فما بقي في العمر إلا القليل
ولا تنم إن كنت ذا غبطة ... فإن قدامك نوم طويل
وقال بعض الصالحين ﵁: " كانت رابعة العدوية ﵂ تقوم الليل، وتهجع عند السحر، فإذا انتبهت قالت: يا نفس، كم تنامي؟ يوشك أن تنامي فلا تقومي إلى يوم القيامة ".
وروي عن يحيى بن زكريا ﵉، أنه شبع ليلة من خبز الشعير، فنام عن حزبه، فأوحى الله تعالى إليه: " يا يحيى، هل وجدت دارًا خيرا من داري، أو جوارًا خيرا من جواري، وعزتي وجلالي لو اطلعت على الفردوس إطلاعة لذاب جسمك وذهبت نفسك، ولو اطلعت على وجهي إطلاعة لتبكين الصديد بدل الدموع، ولتلبس الحديد بدل المسوح ".
وقيل: أوحى الله تعالى. إلى داود ﵇: " يا داود، إذا حدثتك نفسك بالنوم فاذكر مصرع أهل النار، وصول الزبانية، وغلق أبواب جهنم،
1 / 19