فقد وصف في كتابه (التاريخ الطبيعي) دورة المد والجزر مرتين يوميا وحدوث أقصى مدى للمد والجزر بعد أيام قليلة من قمر الهلال أو البدر. وقد حدد بليني الأكبر أن هناك فاصلا ثابتا محليا بين العبور القمري والمد العالي التالي في موقع معين. كما وصف كيف يكون نطاق المد والجزر في الاعتدالين في آذار (مارس)، وكانون الأول (ديسمبر) أكبر من الموجود في الانقلاب الصيفي في حزيران (يونيو)، وانقلاب الشتاء في كانون الأول (ديسمبر).
62
قال بليني الأكبر في «التاريخ الطبيعي»: «... كل هذه التأثيرات [المدية] هي من النمط نفسه الذي ازداد بفعل التغيرات السنوية للشمس، ويرتفع المد والجزر «للأعلى» عند الاعتدالين وأكثر من ذلك بكثير في الخريفي منه في الربيعي، بينما يكون «أدنى» حوالي الانقلاب الشتوي ويبقى أكثر من ذلك عند الانقلاب الصيفي ... وليس دقيقا عند البدر ولا حتى عند الهلال بل بعدهما.» وهكذا يقدم لنا بليني التفسير الصحيح عن التفاوت الاعتدالي/الانقلابي، والذي يناقض التفسير المنسوب إلى بوسيدونوس.
63
إذن فقد كان بليني على دراية بوجود فترة شهرية ثابتة تقريبا لمكان معين؛ وتوصل لحقيقة أن المد والجزر يحدث أعلى بالقرب من الاعتدالين منه قرب الانقلابين. وحقيقة أن المد والجزر على الساحل الخارجي يرتفع أعلى من ذلك الموجود على طول شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
64
الفصل الثاني
ملاحظة ظاهرة المد والجزر في البحار والأنهار عند العرب
مقدمة
نظرا لأن أهم المدن العربية والإسلامية تقع على البحار أو الأنهار أو على مصبات الأنهار، فإن نسبة كبيرة من أرصاد المد والجزر التي لدينا تتعلق بهذه المواقع. هذه الأرصاد إما إنها سجلت من قبل المؤرخين المقيمين في هذه المدن، أو من قبل الجغرافيين والرحالة الذين زاروا تلك المدن.
ناپیژندل شوی مخ