214
قال بعضهم إنه حديث صحيح وهو موافق لما دل عليه علم الهيئة بأن ما بين السماء والأرض ثمانون سنة مسافة كل يوم ثلاثون ميلا إذا صعدت على استواء. قال: فما يذكر أن بينهما خمسمائة عام لا صحة ولا دليل عليه انتهى.
وأقول كان تضعيف هذا البعض الذي نقله مرعي لذلك لكونه غير موافق لكلام أهل الهيئة وأنت خبير بأن ذلك لا يوجب تضعيفا، كما أن موافقتهم لا توجب تصحيحا وإلا فقد علمت ما نقلناه عن الهيئة السنية وسمعت تصحيح البزار والحاكم له على أن حديث العباس بن عبد المطلب قد أخرجه الإمام أحمد وأبو داؤد والترمذي وابن ماجه وغيرهم بأن ما بين كل سماء وسماء خمسمائة عام كما سبق، فينبغي أن يقال في الجواب في رفع المعارضة أنه
215
لا مفهوم للعدد، وأن التنصيص على عدد لا يدل على نفي الزائد عليه، كما فعل الفخر الرازي لما ذهب إلى أن الأفلاك تسعة: فلك القمر وفلك عطارد وفلك الزهرة وفلك الشمس وفلك المريخ وفلك المشتري وفلك زحل وفلك الكواكب الثمانية وعشرين
216
والفلك الأطلس عملا على الرصد مع نص القرآن بأن السموات سبع. قال التنصيص على عدد السموات لا يدل على نفي الزائد. (4-4) تنبيه
الفوقية الثانية الله في حديث ابن مسعود وحديث العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنهما - ليست فوقية مكان واستقرار بل فوقية قهر واستيلاء واقتدار، وكذا يجب تأويل كل ما
217
ورد في القرآن والسنة مما يوهم ظاهره الجسمية أو يؤمن به على الوجه الذي أراد الشارع منه من غير تأويل، لا كما يفهم منه لغة وهذا هو مذهب السلف وهو أسلم،
ناپیژندل شوی مخ