لا لذات الريح أو شيء من لوازم ذاته، ولا للشمس لأنه إن كان الأول أو الثاني لزم دوام الريح بدوام ذاته وهو منتف، وإن كان الثالث فإما أن يكون الموجب لذلك طبيعة هذا الكوكب لا بشرط شيء أو بشرط حصوله في البرج المعين والدرجة المعينة، والأول باطل وإلا لدامت الريح بدوام تلك الطبيعة. والثاني كذلك وإلا لوجب حركتها مدة دوامه في ذلك البرج والدرجة، ومتى حصلت فيها ولوجب أن يتحرك كل هواء عند ذلك وليس فليس، فثبت أن حركتها إنما هو بفعل الفاعل المختار خالق الليل والنهار.
فإن قلت: قد زعمت الفلاسفة أنه
162
يرفع من الأرض من أجزاء متسخنة تسخنا قويا، فإذا وصلت إلى القرب من الفلك امتنعت من الصعود فتتفرق في الجوانب وبسبب ذلك التفرق تحصل الرياح فيجوز أن يكون المسخن لذلك هو الشمس فصح نسبة المتحرك إليها.
قلت: رد عليهم الفخر بأن صعود الأجزاء الأرضية إنما تكون لأجل شدة تسخينها
163
فإذا صعدت إلى الطبقة الباردة من الهواء امتنع بقاء الحرارة فيها، فإذا بردت امتنع بلوغها في الصعود إلى الطبقة الهوائية المتحركة بحركة الفلك، وأيضا لو كان كذلك لكان نزولها على الاستقامة، والرياح إنما تتحرك يمنة ويسرة أيضا فحركة الأجزاء الأرضية لا تكون حركة قاهرة، وهذه الرياح تقلع الأشجار وتهدم الجبال وتموج البحار فبطل ما قاله الفلاسفة.
الوجه الثاني:
مقتضاه أن مقر الريح في قعر البحر ليحصل من تحريك الشمس تحريك الماء فيحصل المد. لأنا نرى البحر إذا مد مد سطحه
164
ناپیژندل شوی مخ