رجوع الماء إلى خلف، أي إلى خلف جهة المد،
134
فإذا
135
اعتبر انصباب بحر المغرب فيه مدا كان انصباب بحر الروم ورجوع مائه إلى بحر المغرب جزرا، وإن اعتبر انصباب بحر الروم مدا كان انصباب بحر المغرب فيه ورجوعه إلى بحر الروم جزرا، اللهم إلا أن يقال يحصل لمائه رجوع إلى كل منهما إذا انصب فيه قبل انصباب الآخر فيه ودخوله إلى صاحبه فيكون انصباب كل منهما فيه حتى يدخل على صاحبه مد ورجوع مائه إليه. قيل انصباب الآخر فيه جزر ويقال إن ماءهما لا يمتزجان فيه بل بينهما حاجز من قدرة الله تعالى، فيمد إحدى حافتيه بمد ماء البحر الملاقي لها وتجزر بجزره وتمتد الحافة الأخرى بمد الآخر، وتجزر
136
بجزره. ولكل منهما في كل يوم وليلة مدان وجزران فيكون في مجمعهما كل يوم وليلة مد وجزر أربع مرات وهذه صورة التقدير الذي ذكرناه:
ولكم وجدنا في نهر واحد ماء مشرقا وماء مغربا وهما متلاصقان عرضا، وكم من عين عذبة في بحر لا يمازجها ماؤه لبرزخ من القدرة جعله الله بينهما.
وقد حكى لي من أثق به أنه كان في بحر فارس فوجد قطعة من الماء العذب جاء بها الجزر من نهر البصرة فاستقوا منها فسبحان القادر الحكيم المدبر لملكه.
وذكر الواحدي في تفسيره الوجيز في قوله تعالى:
ناپیژندل شوی مخ