جزيرة العور وهي جزيرة واسعة، دخلها رجل من أهل رومية فوصل إلى مدينة قامات أهلها على طول ذراع وأكثرهم عور، فساقوه إلى ملكهم فحبسه في قفص فكسره فأمنوا عليه، وتركوا الاحتجار عليه فلما كان بعض الأيام إذا هم قد استعدوا للقتال، فسألهم فقالوا لنا عدو يأتينا في كل سنة ويحاربنا وهذا أوانه. فلم يلبث إلا قليلا حتى أقبلت عليهم عصابة من الطيور الغرانيق وكان ما بهم من العور من نقر الغرانيق، فحملت الطيور عليهم وصاحوا بهم، فلما رأى ذلك الرجل شد وسطه وأخذ عصا وصاح فيها صيحة منكرة فرمى منهم جماعة فصاحوا وطاروا، فلما رأى أهل الجزيرة ذلك أكرموه وأفادوه مالا وسألوه الإقامة عندهم فلم يفعل فحملوه في مركب وجهزوه.
وذكر أن مجمع البحرين هو مجمع بحر الروم والغرب، وعرضه ثلاثة فراسخ وطوله خمسة وعشرين فرسخا، والمد والجزر هناك في كل يوم وليلة أربع مرات. وذلك أن البحر الأسود وهو بحر الغرب
130
عند طلوع الشمس يعلو فيصب في مجمع البحرين حتى يدخل في بحر الروم، وهو البحر
131
الأخضر إلى وقت الزوال، فإذا زالت الشمس غاض البحر الأسود وانصب
132
فيه الماء من البحر الأخضر إلى مغيب الشمس، ويعلو البحر الأسود إلى نصف الليل ثم يفيض ويعلو البحر الأخضر على الدوام.
قلت ما ذكره من البيان والتعليل إنما يقتضي مده وجزره في كل يوم وليلة مرتين، وهذا لا اختصاص له به فإن غيره كذلك؛ وذلك لأن الجزر كما في الصحاح
133
ناپیژندل شوی مخ