زاد المسير
زاد المسير
ایډیټر
عبد الرزاق المهدي
خپرندوی
دار الكتاب العربي
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٢ هـ
د خپرونکي ځای
بيروت
ملحفين؟ فالجواب: أن لا، وإنما معنى الكلام: أنه لم يكن منهم سؤال، فيكون إلحاف. قال الأعشى:
لا يغمز الساق من أينٍ ولا وَصَبٍ ... ولا يعضُّ على شرسوفِهِ الصّفر «١»
معناه: ليس بساقه أين ولا وصب، فيغمزها لذلك. قال الفرّاء: ومثله أن تقول: قلّ ما رأيت مثل هذا الرجل، ولعلك لم تر قليلًا ولا كثيرًا من أشباهه، فهم لا يسألون الناس إلحافًا، ولا غير إلحاف.
وإلى نحو هذا ذهب الزجاج، وابن الأنباري في آخرين.
[سورة البقرة (٢): آية ٢٧٤]
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٧٤)
قوله تعالى: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً، اختلفوا فيمن نزلت على ثلاثة أقوال:
(١٤٤) أحدها: أنها نزلت في الذين يرتبطون الخيل في سبيل الله ﷿، رواه حنش الصنعاني عن ابن عباس، وهو قول أبي الدّرداء وأبي أمامه، ومكحول، والأوزاعي في آخرين.
(١٤٥) والثاني: نزلت في عليّ بن أبي طالب ﵇، فإنه كانت معه أربعة دراهم، فأنفق في الليل درهمًا وبالنهار درهمًا، وفي السر درهمًا، وفي العلانية درهمًا، رواه مجاهد عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وابن السائب، ومقاتل.
(١٤٦) والثالث: أنها نزلت في عليّ وعبد الرحمن بن عوف، فإن عليًا بعث بوسق من تمر إلى أهل الصفة ليلًا وبعث عبد الرحمن إليهم بدنانير كثيرة نهارًا، رواه الضحاك عن ابن عباس.
أخرجه الواحدي في «أسبابه» ١٧٦ عن حنش الصنعاني عن ابن عباس، وفي إسناده، عبد الله بن صالح، وهو ضعيف. وله شاهد عن أبي الدرداء، أخرجه الطبري ٦٢٣٠ وفيه راو لم يسم ممن يراد بهذه الآية، لأن الآية خاصة في ذلك، والله أعلم.
باطل. أخرجه عبد الرزاق في «تفسيره» ٣٤٤ والواحدي ١٨٠ والطبراني ١١١٦٤ عن عبد الوهّاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس. إسناده ضعيف جدا، ابن مجاهد متروك ولم يسمع من أبيه كما في «الميزان» وهذا أثر باطل لا أصل له، ولا يصح عن مجاهد لأنه من رواية ابنه، ونسبه المصنف لابن السائب. الكلبي، وهو متروك كذاب. وعزاه المصنف لمقاتل، وهو كذاب أيضا، والصواب عموم الآية.
باطل. عزاه المصنف للضحاك عن ابن عباس، ولم أر من أسنده إلى الضحاك، وبكل حال هو أثر ساقط، الضحاك لم يلق ابن عباس، ورواية الضحاك هو جويبر بن سعيد، حيث روى عن الضحاك عن ابن عباس تفسيرا كاملا، وجويبر متروك متهم. فهذا خبر ساقط، لا أصل له.
- والصواب عموم الآية، وأن الآية في كل من يتصف بذلك، والله أعلم.
(١) في «اللسان»: الغميزة: العيب وليس في فلان غميزة أي ما فيه ما يغمز فيعاب به ولا مطعن. والأين: الإعياء والتعب، والشرسوف: أطراف أضلاع الصدر التي تشرف على البطن. والصّفر: دابة تعض الضلوع والشراسيف، وقيل الصّفر هاهنا الجوع.
1 / 246