207

زاد المسير

زاد المسير

پوهندوی

عبد الرزاق المهدي

خپرندوی

دار الكتاب العربي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٢ هـ

د خپرونکي ځای

بيروت

أَوْ يَعْفُوَا، يختص أبا البكر، قاله الزهري، والأول أصح، لأن عقدة النكاح خرجت من يد الولي، فصارت بيد الزوج، والعفو إنما يُطلق على ملك الإِنسان، وعفو الولي عفو عما لا يملك، ولأنه قال: وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ، والفضل في هبة الإنسان مال نفسه، لا مال غيره. قوله تعالى: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى، فيه قولان: أحدهما: أنه خطاب للزوجين جميعًا، روي عن ابن عباس، ومقاتل. والثاني: أنه خطاب للزوج وحده، قاله الشعبي، وكان يقرأ: «وأن يعفو» بالياء. قوله تعالى: وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ، خطاب للزوجين، قال مجاهد: هو إتمام الرجل الصّداق، وترك المرأة شطرها. [سورة البقرة (٢): آية ٢٣٨] حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ (٢٣٨) قوله تعالى: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ، المحافظة: المواظبة والمداومة، والصلوات بالألف واللام ينصرف إلى المعهود، والمراد: الصلوات الخمس. قوله تعالى: وَالصَّلاةِ الْوُسْطى قال الزّجّاج: هذه الواو تنصرف إلى المعهود والمراد الصلوات الخمس إذا جاءت مخصصة، فهي دالة على فضل الذي تخصّصه، كقوله تعالى: وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ «١» قال سعيد بن المسيب: كان أصحاب رسول الله ﷺ، في الصلاة الوسطى هكذا، وشبك بين أصابعه «٢» . ثم فيها خمسة أقوال: أحدها: أنها العصر. (١٢٣) روى مسلم في أفراده من حديث عليّ ﵁ عن النبيّ ﷺ، أنه قال يوم الأحزاب: «شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر، ملأ قبورهم وبيوتهم نارًا» . (١٢٤) وروى ابن مسعود، وسمرة، وعائشة عن النبيّ ﷺ أنها صلاة العصر.

أخرجه البخاري ٢٩٣١ و٤١١١ و٤٥٣٣ و٦٣٩٦ ومسلم ٦٢٧ وأبو داود ٤٠٩ وأحمد ١/ ١٢٢ والدارمي ١/ ٢٨٠ من طريق هشام بن حسّان عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني عن علي. وأخرجه مسلم ٦٢٧ ح ٢٠٣ والترمذي ٢٩٨٤ والنسائي ١/ ٣٦ وأحمد ١/ ١٣٥ و٣٧ و١٥٣ و١٥٤ والطبري ٥٤٢٥ و٥٤٣٢ من طرق عن أبي حسّان عن عبيدة. وأخرجه مسلم ٦٢٧ ح ٢٠٥ وعبد الرزاق ٣١٩٤ وأحمد ١/ ٨١ و٨٢ و٨٣ و١٢٦ و١٤٦ والطبري ٥٤٢٧ و٥٤٢٩ والبيهقي ١/ ٤٦٠ و٢/ ٢٢٠ من طريق الأعمش عن أبي الضحى مسلم بن صبيح عن شتير بن شكل عن علي. حديث ابن مسعود، أخرجه مسلم ٦٢٨ والترمذي ١٨١ و٢٩٨٥ والطيالسي ٣٦٦ وأحمد ١/ ٣٩٢ و٤٠٣ و٤٠٤ و٤٥٦ والطبري ٥٤٣٣ والطحاوي ١/ ١٧٤ والبيهقي ١/ ٤٦١ من طريق محمد بن طلحة عن زبيد بن الحارث عن مرة بن شراحيل عن ابن مسعود. قال حبس المشركون رسول الله ﷺ عن صلاة العصر حتّى احمرّت الشّمس أو اصفرّت. فقال رسول الله ﷺ «شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر. ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا» أو قال: «حشا الله أجوافهم وقبورهم نارا» . - وحديث سمرة أخرجه الترمذي ٢٩٨٣ وأحمد ٥/ ١٣ و٢٢ ولفظه «إن النبي ﷺ قال: صلاة الوسطى صلاة العصر» . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وحديث عائشة أخرجه مسلم ٦٢٩ وأبو داود ٤١٠ والترمذي ٢٩٨٢ والنسائي ٦٦ وأخرجه مالك ١/ ١٣٨- ١٣٩ وأحمد ٦/ ٧٣ و١٧٨ والطحاوي في المعاني ١/ ١٧٢ وابن أبي داود في المصاحف ص ٨٤ والبيهقي ١/ ٤٦٢ من طريق زيد بن أسلم به. وأخرجه الطبري ٥٤٧٠ من طريق زيد بن أسلم أنه بلغه عن أبي يونس: عن عائشة. وأخرجه مسلم حدثنا يحيى بن يحيى التميميّ قال قرأت على مالك عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم، عن أبي يونس مولى عائشة، أنه قال: «أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا وقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذنّي: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى [البقرة، الآية: ٢٣٨] فلمّا بلغتها آذنتها. فأملت عليّ: حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر. وقوموا لله قانتين قالت عائشة سمعتها من رسول الله ﷺ. _________ (١) البقرة: ٩٧. (٢) أخرجه الطبري ٥٤٩٥ عن قتادة عن ابن المسيب، وفيه إرسال بينهما فإن قتادة لم يسمعه من سعيد فهو ضعيف. وقوله «وشبك بين أصابعه» أي مختلفين كما في رواية الطبري.

1 / 214