مشر ثائر احمد عرابی
الزعيم الثائر أحمد عرابي
ژانرونه
فتلا المستر برودلي بالفرنسية ورقة أمضاها عرابي وفيها يعترف بجريمة العصيان، وتلا كاتب الجلسة صيغتها العربية.
وعندئذ قرر رءوف باشا بأن المحكمة ستختلي للمداولة، وأن الجلسة أوقفت على أن تنعقد في الساعة الثالثة بعد الظهر.
وانعقدت المحكمة في الموعد المذكور، وكان عدد الحاضرين في هذه المرة كبيرا ... فلما فتحت الجلسة أمر رءوف باشا كاتب الجلسة بتلاوة الحكم، فتلاه ... وهو يقضي على عرابي بالإعدام، وتلا عقب صدور الحكم الأمر الخديوي بإبدال الإعدام بالنفي المؤبد، واستغرقت تلاوة الحكم وأمر الخديو بتعديله عشر دقائق، ثم انفضت الجلسة.
وحوكم زملاء عرابي الستة، وهم: محمود باشا سامي البارودي، ومحمود باشا فهمي، ويعقوب سامي باشا، وعبد العال حلمي باشا، وعلي باشا فهمي الديب، وطلبة باشا عصمت، بالطريقة التي حوكم هو بها؛ أي أنهم اعترفوا بجريمة العصيان، وقد رفض علي باشا الروبي أن يدافع عن نفسه بواسطة المستر برودلي، ورفض الإقرار الذي كتبه عرابي فلم يحاكم معهم ... وصدر الأمر بنفيه عشرين سنة في مصوع.
وفي 7 ديسمبر اجتمعت المحكمة لمحاكمة كل من: طلبة باشا عصمت، وعبد العال باشا حلمي، ومحمود سامي باشا البارودي، وعلي فهمي باشا الديب، فحكمت عليهم بالإعدام، وتلا رئيس المحكمة أمر الخديو بتعديله إلى النفي المؤبد أيضا.
وفي يوم 10 ديسمبر حوكم محمود باشا فهمي ويعقوب سامي باشا، فحكم عليهما أيضا بالإعدام مع تعديل الحكم إلى النفي المؤبد.
وأصدر الخديو أمرا في 14 ديسمبر بمصادرة أملاك الزعماء السبعة المحكوم عليهم وأموالهم، وحرمانهم حق امتلاك أي ملك في الديار المصرية بطريق الإرث أو الهبة أو البيع، أو بأي طريقة ما مع ترتيب معاش سنوي لهم بالقدر الضروري لمعيشتهم، وقضى هذا المرسوم ببيع أملاكهم، وما ينتج من هذا البيع من صافي الثمن يخصص لسداد التعويضات التي ستعطى لمن أصيبوا في حوادث الثورة.
وفي 21 ديسمبر سنة 1882 صدر أمر خديوي آخر بتجريد السبعة الزعماء من جميع الرتب والألقاب، وعلامات الشرف التي كانوا حائزين لها. (1-1) تنفيذ الحكم في عرابي وزملائه
اختارت الحكومة الإنجليزية جزيرة «سيلان» بالهند منفى للزعماء السبعة ... فاجتمعوا في سجن الدائرة السنية يوم 13 ديسمبر، ليتداولوا في تجهيز معدات الرحيل. و25 ديسمبر نفذ في الزعماء حكم التجريد من رتبهم وألقابهم، بأن جمعوا في الساعة الثانية بعد ظهر ذلك اليوم في ساحة «قصر النيل» وتلا عليهم علي غالب باشا وكيل وزارة الحربية أوامر التجريد، وأعدت الحكومة لرحيل الزعماء الباخرة مريوتس «مريوط» وهي باخرة إنجليزية حمولتها 1400 طن، استأجرتها خصيصا لنقل الزعماء وذويهم وحاشيتهم إلى جزيرة سيلان، وأنزلتهم فيها بالدرجة الأولى، وعهدت إلى الكولونل موريس بك - وهو ضابط إنجليزي كان في خدمة الحكومة - أن يرافقهم حتى يصلوا إلى منفاهم.
ففي مساء 27 ديسمبر سنة 1882 أعدت لهم قطارا خاصا في ثكنة قصر النيل، لنقلهم إلى السويس، فركبوه هم ومن اختاروهم من الأهل والخدم، وودعهم المستر برودلي محاميهم على رصيف القطار، وحضر سفرهم السير شارلس ويلسن مندوب السلطة الإنجليزية، وتحرك بهم القطار في الساعة العاشرة مساء، ورافقهم إلى السويس المستر نابييه، وكان يحرسهم رهط من الجنود المصريين وآخرون من الجنود الإنجليز، فبلغوا ميناء السويس الساعة الثامنة من صبيحة يوم 28 ديسمبر، وهناك ركبوا الباخرة «مريوتس» وأقلعت بهم في الساعة الواحدة بعد الظهر إلى ثغر كولومبو ميناء سيلان، فوصلوا إليه مساء 9 يناير سنة 1883، ونزلوا إلى البر في صبيحة اليوم التالي.
ناپیژندل شوی مخ