فصاح «الشيخ سيد»، وهو يعجب من جهله: لا، العسكر واليهود. - وهل هو هناك من زمان؟ - من ألف سنة.
وضع الضابط يده على فمه، ثم وضعها على بطنه، وقال بعد لحظة: يا سلام! لا بد أنه أفناهم عن آخرهم، ومتى يعود؟
فبرقت عينا «الشيخ سيد»: هل تشك في عودته؟ إنه سيعود حتما، سيعود ليمحق الكفرة، سيعود راكبا.
فقاطعه الضابط: حمارا؟!
فاستنكر «الشيخ سيد» ما يبديه محدثه من الامتهان لمقام السلطان، وصاح غاضبا: ما هذا؟! هل يعقل أن يركب السلطان حمارا؟! إنه يركب فرسا أبيض، ويلبس أبيض في أبيض على رأسه.
ولم يشك الضابط في أنه قد بدأ يهذي، وأراد أن يسأله سؤالا أخيرا: وهل السلطان هو
فهاج «الشيخ سيد»، وتهدج صوته وهو يصيح: إنه أبي وأب جميع الناس، يحبهم
سيقبلون قدميه ويقولون له: شرفت بلدنا يا مولانا السلطان.
وانفجر «الشيخ سيد» باكيا. كان في بكائه شيء أعمق من الحسرة ومن اليأس، مثل طفل ضاع منه أبوه في الزحام فوقف على الطريق يسأل كل عابر سبيل: هل رأيت أبي؟
فلما لم يجد أحدا يعرفه بكى وصرخ، لا لأن أباه ضاع منه، بل لأنه وجد بين الناس من يجهله. •••
ناپیژندل شوی مخ