204

یولیوس قیصر

يوليوس قيصر

ژانرونه

أيها الأجل الأشرف بروتاس! كلأتنا الآلهة بالرعاية ولحظتنا بعين العناية، ومدت آجالنا في سبيل الأمان وبين أكناف

34

الدعة والسلام إلى مدى الهرم والشيخوخة! وبعد فلما كانت شئون الناس لا تزال قلقة مضطربة لم تستقر على حال من الهدوء والطمأنينة، ولم تنته بحسم النزاع، وفصل الخطاب إلى غاية من الوضوح والاستبانة، واستعلاء الحق وهزيمة الباطل؛ فلنبحث فيما عسى أن تئول إليه هذه الحال، ولننظر ما سيكون لو وقع من الأمر أسوؤه ومن البلاء شره وأنكله. فلتعلمن أننا إذا بؤنا من هذه الحروب بالهزيمة وأسفرت الموقعة القادمة عن فشلنا وخيبتنا؛ فإن هذه الآونة تكون آخر مجتمعنا ومتحدثنا.

فنبئني ماذا أنت فاعل؟

بروتاس :

إني عملا بتلك العقيدة الفلسفية - التي من أجلها أنكرت على «كاتو» ما جناه على نفسه من إعدامها - أرى من الجبن والخسة أن يختصر الإنسان بالانتحار مسافة عمره، ويقتضب مدى أجله؛ خشية ما قد يصيبه من هموم ومتاعب.

لذلك أوثر أن أتدرع الصبر والأناة، وأتحصن بالجلد والرزانة؛ ارتقاب ما عسى أن تكون العناية السرمدية قد ادخرته لكشف غمتي من أسباب اليسر والفرج.

كاسياس :

إذن إن خسرنا الموقعة سرك أن تساق بين طرقات روما تحت نير الرق مقهورا، وفي حكمة

35

ناپیژندل شوی مخ