49

Year of Refraining and Its Indication on Legal Rulings

سنة الترك ودلالتها على الأحكام الشرعية

خپرندوی

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣١ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

ويدخل تحت معنى التَّأسي بالرسول ﷺ في تَرْكِه أمور ثلاثة: الأول: متابعة الرسول ﷺ في تَرْكِ ما تَرَكَه: قال السمعاني: "إذا ترك النبي ﷺ شيئًا من الأشياء وجب علينا متابعته فيه (١). ووجوب مُتابعة الرسول ﷺ في تَرْكِه ليس على إطلاقه، وإنما يشترط فيه أن يقع هذا التَّرْك منه ﷺ مع وجود المُقتضي لفعله في زمنه ﷺ مع انتفاء المانع، كما سيأتي. الثاني: مُوافقة الرسول ﷺ في قصده في هذا التَّرْكِ: إذ لا يكفي في التَّأسي بالرسول ﷺ مجرد تَرْك ما تركه الرسول ﷺ بل لا بد أن يضم إلى هذا التَّرْك موافقته ﷺ في قَصْدِه ﷺ من هذا التَّرْك. أمَّا إذا تَرَكَ الرسول ﷺ أمرًا من الأمور بحكم الاتفاق دون قصد للتَّرْكِ، أو وَقَعَ التَّرك منه ﷺ دون أن يقصد العبادة بهذا التَّرك؛ فمتابعة الرسول ﷺ في هذا التَّرْكِ بقصد العبادة لا يكون من التَّأسي به ﷺ لأنه ﷺ لم يقصد العبادة (٢). قال ابن النَّجَّار: وأمَّا التَّأسي في التَّرْك: فهو أنّه تترك ما تركه لأجل أن تَرَكَه (٣).

(١) قواطع الأدلة (٢/ ١٩٠). (٢) انظر: مجموع الفتاوى (١/ ٢٨٠) (١٠/ ٤٠٩). (٣) شرح الكوكب المنير (٢/ ١٩٦).

1 / 58