فالكتاب الذي أثبت فيه «وولي» لقاياه وأشار إلى لقايا الآخرين، خليق أن يعلم المتحذلقين درسا في أدب العلم، فلا يسرع أحدهم إلى كل خبر من أخبار الأولين بالتكذيب والسخرية، ويتواضع قليلا ليفهم أن الصحيح في تلك الأخبار أكثر من صحيح أخبار هذا العصر الذي نعيش فيه.
والطبعة الجديدة عن كشوف مصر وإيطاليا والشرق الأوسط، تعيد القديم من تواريخها جديدا نستغربه كأننا لم نسمع به قبل الآن، وبعض ما فيه عن الأحياء أعجب من حكايات الموتى الخالدين والموتى المنسيين.
والكتاب الشامل عن فتوح الإنسان من أقدم الأزمان يسجل الكشوف التي لا شك فيها والكشوف التي يعتورها الشك الكثير، وعلى حسب هذه الكشوف المشكوك فيها نعلم أن أمريكا وأفريقيا الجنوبية ومجاهل القارات جميعا قد كشفت مرات قبل عصر كولمبس وفاسكودي غاما ولفنجستون، ونعلم أن مصر قد كانت لها اليد السابقة في معظم هذه الكشوف.
رقص الصعيد في إسكس
Essex
وكتاب السيدة «ماري شوب» عن معاهد نفرتيتي ومآلفها قصة حقة تنبض بالحياة، وأسلوبه الذي اختارته السيدة تغلب فيه عواطف المرأة على تحقيقات العالمة المؤرخة، ولا سيما الأسلوب الذي تصف فيه حفلات الفلاحين وأغانيهم ومراقص الرجال والنساء في الصعيد.
ولعلها جاءت فيه بمعلومة عن الرقص الصعيدي؛ تعتبر عند المصريين من أهل الصعيد والريف خبرا مفاجئا لم يسمعوا به قبل الآن.
ففي إحدى الحفلات التي أقامها الفلاحون لتوديع البعثة يرقص الفتيان رقصة تعجب الحاضرين والحاضرات، ويقول أحدهم «رالف» متسائلا: أين يا ترى شهدت هذه الرقصة بعينها؟ أين رأيت هذه الخطوة بعينها وهذه الحركات من الذراعين بعينها؟!
ثم يذكرها بعد هنيهة فيصيح قائلا: عجبا! إنها هي بعينها رقصة موريس التي رأيتهم يرقصونها في إسكس.
قال أحد أعضاء البعثة واسمه جون: «أحسب أن موريس تصحيف لكلمة موريش
ناپیژندل شوی مخ