ويدعونا إلى التفاؤل أن الإعراض عن القصة يصحبه إقبال على موضوعات أخرى، تجمعها كلها جامعة التعريف بالحياة وبالعالم وبأسرار الأرض والسماء؛ ومنها كتب الكشوف السماوية والتاريخية، وكتب البحوث في الطبيعة وما وراء الطبيعة، وكتب النفسيات والخصائص التي ركبت في طبائع الأحياء.
وإذا كان هذا هو البديل فليس انصراف الناس عن القصة دليلا على إهمال العواطف والنفسيات، ولكنه دليل على إدراك هذه العواطف والنفسيات من طريق غير طريق التسلية وتزييف العاطفة بغرائز الشهوات.
والشعر ينشط
ومن الدلائل الحسنة أن الشعر ينشط في السنة الأخيرة، وأن عوامل البناء فيه أكبر من عوامل الهدم والفساد.
رأي لا نجزم به ولا نتعجل بقوله على علاته، ونحب أن نعلقه على ما بعده حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في هذه الظلمات.
إن المجموعة التي بين أيدينا تختار مائة قصيدة من نحو عشرة آلاف قطعة لألف وستمائة ناظم.
فالرأي الذي نراه يصدق على نخبة من هذه القصائد المختارة، ولكننا لا ندري شيئا عما وراءها من المئات المرفوضة والأسماء الخاملة، فلعلها من صنف آخر لا يشبهها في نزعاتها وأساليبها، ولعلها من هذا الصنف ولكنها تختلف بنصيبها من الجودة والإتقان.
لا ندري ...
وإن كنا نستطيع أن ندري يقينا أن اشتغال ألف وستمائة شاب بالنظم، علامة على اهتمام لا شك فيه بالشعر وموضوعاته التي لا تشاركه فيها الفنون الأخرى.
ونقول ألفا وستمائة «شاب»؛ لأننا نرى في المجموعة أسماء أناس ولدوا بعد سنة 1930، ولا نرى فيها إلا القليل جدا ممن بلغوا الشيخوخة وبدءوا بالنظم قبل الحرب العالمية الأولى.
ناپیژندل شوی مخ