وهذه الخبرة بالزراعة هي التي جعلت للسود تلك المكانة الملحوظة في البرازيل، فلم يحدث فيها ما حدث في الأقطار المجاورة من التعصب والنفور بين الأوربيين المهاجرين وقبائل الهنود الحمر في أمريكا الجنوبية، فقد كان السود أساتذة للمهاجرين إلى البرازيل في فنون الزراعة باعتراف المؤرخين البرتغاليين، وكان لهذا الفضل حقه الملحوظ في شعور البرازيليين البيض والسود بالمساواة والتقارب في المنزلة الاجتماعية.
فإذا بحث الأخ السوداني عن السبب في مقام المفاخر الإنسانية، فهذا السبب قريب غير بعيد، وقد تضاف إليه أسباب وأسباب كلما تقدمت مباحث العلماء في تلك الجوانب المجهولة من القارة الأولى، فربما كان أول هذه الأسباب أن النوع البشري قد تعلم «الإنسانية» لأول مرة هناك.
سخافة الألقاب1
كنت أحسب اللورد «اللنبي» مثلا في السخافة؛ لأنه كان يكتب في تقاريره التي نشرت بعد عزله أنه طلب شنق هؤلاء «الجنتلمن» جمع جنتلمان، ولكن حكومته خيبت رجاءه، وموضع السخافة أن يحرص على سمعه العرف الكاذب في الصالون والنادي ولا يحرص على سمعه الإنصاف والمروءة، فإن شنق إنسان يقال عنه إنه جنتلمان، وهو أكمل أوصاف الإنسانية والتهذيب فضيحة من فضائح الأخلاق وسيئة من سيئات الظلم لا تغتفر ولا تحسن بمخلوق عاقل.
إلا أن هذه السخافة لم تكن حكرا للرجل وأمثاله من طبقة النبلاء، فقد أطلعني بعض الزملاء اليوم على خبر في الصحف، يروي للقراء تنفيذ حكم الإعدام في «سيدتين» قاتلتين، أدانهما القضاء في جريمة من أشنع جرائم الفتك والغيلة الوحشية.
وكل هذا ولا تزالان سيدتين، على حكم العرف المهذب الذي لا يليق بالجنتلمان أن ينساه .
أليس من الإهانة لكل سيدة شريفة أن تلقب بألقاب المجرمات المبتذلات؟
أليس من المسخ للجنتلمانية أن تسقط بالاحترام والتحية إلى هذا الحضيض؟
إنجيل برنابا1
... قرأت إنجيل برنابا ترجمة الدكتور الفاضل خليل سعادة عن الإنجليزية، ولفت نظري أن الدكتور المحترم يشك في نسبة هذا الإنجيل إلى القديس برنابا، بينما يحاول السيد رشيد رضا إثبات نسبة هذا الإنجيل إلى القديس، فما رأي سيادتكم في ذلك؟ وإذا كان هذا الإنجيل لم يكتبه برنابا، فمن الذي كتبه؟
ناپیژندل شوی مخ