167

حسن، إنه لخبر يصدقه السامع كما يصدق كل خبر بدليله، فما هو دليله؟ بل ما هو الدليل على أن العقاد رجل يقبل الأجور من مستأجري الضمائر والأقلام؟ وأين هذه الأجور يا ترى؟ وأين آثارها في حياة الرجل الذي يكتب منذ أربعين سنة ولا يزهد أحد في استئجار قلمه، إن كان من أقلام الأجراء؟

يا صديقي المخلص الأمين!

شكرا لك، إنك من المخلصين على البعد، وإنك تغار على سمعة هذا الكاتب من أقاويل المفترين، ولكني أدلك على طريق غير الطريق الذي تلجأ إليه كلما سمعت الفرية بعد الفرية ممن لا يستغرب منهم كل افتراء، فلا تطلب مني الدفاع أو البيان عن البراءة قبل أن تطلب الإثبات أو البيان عن الاتهام.

العقاد مأجور.

يجوز، ولكن هل يجوز ذلك بغير دليل؟

إذن هاتوا الدليل، فكل اتهام لا دليل عليه فإنما هو ضرب من القال والقيل، وأضعف ما يكون سندا أن يلغط به موتور هزيل أو موتورون مهازيل.

أما أن يذهب العقاد باختياره إلى قفص الاتهام كلما انفجر بالغيظ كاذب نمام، أو واغش من حثالة الهوام، فدون ذلك وينفق كارل ماركس وأتباعه، من يومه المشئوم في زمانه، إلى آخر الأيام.

قد يجهل المعاصرون أقرب التواريخ1

ومن بحره، جهل المعاصرين بأقرب التواريخ، في حياة رجل من أشهر المصريين والشرقيين في جميع العصور.

ومن أهم أولئك المعاصرون الجاهلون بأقرب التواريخ؟

ناپیژندل شوی مخ