أكتب إليك هذا الجواب والدمع يمحو ما أكتبه، ويدي ترجف فلا تقدر على الكتابة، وحالي تسر العدو وتسيء الحبيب، وقد تركتني وأنا في حالة يرثى لها، وقيل لي إنه غشي علي مدة تداركوني فيها بالطبيب، وقد عرفوا مقدار حبي وظهر مستور سر الغرام، وزاد بي الوجد والهيام، فكتبت إليك هذا ولم أعرف كيف أرسله، فتذكرت قيام الباخرة وكتبت عنوانه كما ترى، فإذا وصلك فلا تنس أن تكتب لي رده، واعلم أنني أموت محافظة على ودك، فلا تنس مجروحة الفؤاد.
حبيبتك سكينة
فذهبت توا إلى محل الجلوس، وكتبت لها ما يأتي:
تحمل إليها يا كتاب تحية
من المغرم المسكين والعاشق المضنى
ألا ليت شعري يسمح الدهر باللقا
وأصبح منها قاب قوسين أو أدنى
أكتب إليك هذا وبيني وبين مفارقة وطني ساعة زمانية حيث وصلني جوابك فزاد الوله من جهة وخفف المصائب والأحزان من جهة، فما دمت تحافظين على ودادي وتدومين على عهدي فإن قلبي على البعد يستريح، وتخفف بعض الهموم عن فؤاد الجريح، فإن عدت لمصر كنت سعيدا برؤيتك، وإلا فأذكريني وارحمي شبابك وتزوجي بمن تحبين من الشبان المتحلين بالفضائل والآداب. وفي الختام، أهديك سلاما لا أتعرض لوصفه؛ فإنه يتصور أكثر من أن يوصف، وقبلي لي أيادي والديك، واشكريهما على حسن تعطفاتهما نحو حبيبك.
أمين
وبعد ذلك تذكرت أني لم أعط صديقي صورتي، فأخذت ورقة وكتبت له:
ناپیژندل شوی مخ