ثم بلغنا إلى رأس التلة، حيث أعدوا كل شيء ليصلبوه.
حينئذ شعرت بثقل الصليب.
بيد أنه لم يتفوه بكلمة عندما غرزوا المسامير في يديه ورجليه، ولم تخرج من فمه صرخة واحدة.
وأعضاؤه لم ترتجف تحت طرقات المطرقة.
وقد خيل إلي أن يديه ورجليه كانت قد ماتت وهي ترجع آنئذ إلى الحياة مستحمة بالدماء. وأما هو فكان ينشد المسامير كما ينشد الأمير صولجانه، وكان شائقا الارتفاع إلى الأعالي.
ولم يخطر لقلبي أن يشفق عليه لأن الذهول كان يملأ كياني، وها إن الرجل الذي حملت صليبه صار لي صليبا.
فإذا قالوا لي ثانية: احمل صليب هذا الرجل، فإني لأحملنه بملء الرضى حتى تؤدي بي طريقي إلى قبري.
ولكنني ألتمس منه آنئذ أن يضع يده على كتفي.
قد حدث هذا منذ أعوام عديدة، ولكنني كلما تبعت الثلم في حقلي، وكلما غالبني النعاس قبل النوم، أفكر بغير انقطاع في ذلك الرجل الحبيب، وأشعر بيده المجنحة هنا على كتفي اليسرى.
سيبورية أم يهوذا
ناپیژندل شوی مخ