167

عیسیٰ زوی انسان

يسوع ابن الإنسان

ژانرونه

فأخذ الطست والإبريق وركع وغسل أرجلنا مبتدئا بيهوذا الإسخريوطي.

ثم جلس معنا إلى المائدة، وكان وجهه كالفجر المشرق على معركة بعد ليلة كفاح سالت فيها الدماء.

فجاء صاحب الفندق مع زوجته يحملان الطعام والخمر.

ومع أنني كنت جائعا قبل أن ركع يسوع على قدمي فإنني أضعت كل شهية للطعام، وكان في حلقي لهيب مقدس لم أشأ أن أطفئه بالخمرة.

وأخذ يسوع رغيفا من الخبز وأعطانا قائلا: قد لا نكسر الخبز معا فيما بعد، فلنأكل هذه الكسرة تذكارا لأيامنا في الجليل.

ثم صب خمرا من الجرة في كأس وشرب، وأعطانا قائلا: اشربوا هذه الخمرة تذكارا للعطش الذي عرفناه معا، واشربوها أيضا على رجاء العصر الجديد، فإذا ذهبت ولم أكن معكم فيما بعد، فكلما اجتمعتم هنا أو في أي مكان آخر اكسروا الخبز واسكبوا الخمرة وكلوا واشربوا كما تفعلون الآن، ثم انظروا حواليكم فعلكم تجدونني جالسا معكم إلى المائدة.

وبعد أن قال هذا شرع يوزع علينا قطعا من السمك والدراج كما يطعم الطير فراخه.

ومع أننا لم نأكل إلا القليل فقد اكتفينا، ولم نشرب سوى نقطة صغيرة؛ لأننا شعرنا بأن الكأس التي أمامنا كانت فضاء بين هذه الأرض وأرض أخرى.

فقال يسوع: فلننهض قبل أن نترك هذه المائدة، ولنترنم بأناشيد الفرح التي ترنمنا بها في الجليل.

فنهضنا وأنشدنا بصوت واحد، ولكن صوته كان أرفع من أصواتنا، وكانت في كل كلمة من كلماته رنة خاصة.

ناپیژندل شوی مخ