وفي كل وقت موته كان ممتلئا بالعطف واللطف، وكان قلبه يفيض رحمة. فقد أشفق علي وأنا الذي سلمته!
فقلت: قد أخطأت يا يهوذا خطأ فظيعا.
فأجاب يهوذا: قد مات ملكا، فلماذا لم يعش ملكا؟
فقلت أيضا: وقد ارتكبت جريمة هائلة.
فجلس هنالك؛ على ذلك المقعد، وكان صامتا كالصخرة.
أما أنا فكنت أتمشى جيئة وذهوبا مثقلا بالحزن في الغرفة، ثم قلت له ثالثة: وقد اقترفت خطيئة عظيمة.
ولكن يهوذا لم يقل كلمة، بل ظل صامتا كالأرض.
وبعد هنيهة وقف ونظر في وجهي فبدا لي أطول مما كان.
عندما تكلم كان صوته كالسفينة المتحطمة، وقال: لم تكن الخطيئة في قلبي. وفي هذه الليلة سأمضي وأطلب ملكوته، وسأقف في حضرته وألتمس صفحه.
فهو قد مات ملكا، أما أنا فسأموت كخائن، ولكن قلبي يحدثني بأنه سيغفر لي. وبعد أن قال هذا لف جسده بعباءته جيدا، وقال: حسنا فعلت بمجيئي إليك في هذه الليلة، وإن كنت قد عملت على إزعاجك فهل لك أن تغفر لي أيضا؟
ناپیژندل شوی مخ