صلى الله عليه وسلم
بأربعة قرون، قال أبو العلاء المعري بيته الشهير:
وإني وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لم تستطعه الأوائل
ولم يطلب منه معاصروه من العرب أن يخترع شيئا جديدا مفيدا أو أن يخرق قاعدة من قواعد الطبيعة التي عجز سابقوه عنها. لم يطلبوا منه أن يشفي المرضى أو أن يغير الحديد إلى ذهب. كل الذي وجدوه لتعجيزه كان أن يجد حرفا جديدا يضاف إلى أبجديات العربية. ويقال إن أحد أطفال معرة النعمان طلب منه أن يأتي بالحرف التاسع والعشرين الذي عجز السلف عن الإتيان به.
وتدل هذه القصة إن صحت على مدى تأثر الناس وحتى الأطفال باللغة وبأنها أهم شيء في حياتهم. •••
وكان عشق العرب الأول هو التلاعب بالكلمات والبحث عن الغريب في الشكل أكثر منه في الجوهر. وقد بلغ استظهارهم لمهارتهم واستعراضهم لعضلاتهم اللغوية أن تبادلوا رسائل تقرأ فيها الجمل من اليمين أو اليسار كما جاء في رسائل القاضي الفاضل والعماد الأصفهاني مثل: «سر فلا كبا بك الفرس» أو «سور حماه بربها محروس». وقد امتد هذا الجهد المنزوف عبثا إلى الشعر فيقول أحدهم:
مودته تدوم لكل هول
وهل كل مودته تدوم
ومن الواضح أن المعنى مسطح ومكرر، لكن هذا ليس مهما، فالمهم هو التلاعب بالألفاظ والزخرف الذي لا طائل من ورائه.
ناپیژندل شوی مخ