یقظه اولی الاعتبار

القنوجي d. 1307 AH
158

یقظه اولی الاعتبار

يقظة أولي الاعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار

پوهندوی

د. أحمد حجازي السقا

خپرندوی

مكتبة عاطف-دار الأنصار

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٣٩٨ - ١٩٨٧

د خپرونکي ځای

القاهرة

فصل قَالَ عُلَمَاؤُنَا ﵏ فى هَذِه الْأَحَادِيث ظَاهرهَا الاطلاق والعموم وَلَيْسَت كَذَلِك وَإِنَّمَا هِيَ فى نَاس من الْمُسلمين تفضل الله عَلَيْهِم برحمته ومغفرته فَأعْطى كل إِنْسَان مِنْهُم فكاكا من النَّار من الْكفَّار وَاسْتَدَلُّوا بِحَدِيث أَبى بردة عَن ابيه عَن النبى ﷺ قَالَ يجىء يَوْم الْقِيَامَة نَاس من الْمُسلمين بذنوب أَمْثَال الْجبَال فيغفرها الله لَهُم ويضعها على الْيَهُود وَالنَّصَارَى خرجه مُسلم وَمعنى يغفرها لَهُم أى يسْقط الْمُؤَاخَذَة عَنْهُم بهَا حَتَّى كَأَنَّهُمْ لم يذنبوا وَمعنى الْوَضع أى يُضَاعف عَلَيْهِم الْعَذَاب بِذُنُوبِهِمْ حَتَّى يكون عَذَابهمْ بِقدر جرائمهم وجرم مذنبى الْمُسلمين لَو أخذُوا بذلك لِأَنَّهُ تَعَالَى لَا يَأْخُذ أحدا كَمَا قَالَ ﴿وَلَا تزر وَازِرَة وزر أُخْرَى﴾ وَله سُبْحَانَهُ أَن يُضَاعف لمن شَاءَ الْعَذَاب ويخفف عَمَّن يَشَاء بِحكم إِرَادَته ومشيئته إِذْ لَا يسئل عَمَّا يفعل وفى الرِّوَايَة الْأُخْرَى لَا يَمُوت رجل مُسلم إِلَّا أَدخل الله مَكَانَهُ يَهُودِيّا أَو نَصْرَانِيّا فَمَعْنَى ذَلِك أَن الْمُسلم المذنب لما كَانَ اسْتحق مَكَانا من النَّار بِسَبَب ذنُوبه وَعَفا الله عَنهُ وبقى مَكَانَهُ خَالِيا مِنْهُ أضَاف الله ذَلِك الْمَكَان إِلَى يهودى أَو نَصْرَانِيّ ليعذب فِيهِ زِيَادَة على تَعْذِيب مَكَانَهُ الذى يسْتَحقّهُ بِحَسب كفره وَيشْهد لهَذَا قَوْله ﷺ فى حَدِيث أنس يُقَال لِلْمُؤمنِ الذى ثَبت عِنْد السُّؤَال فى الْقَبْر أنظر إِلَى مَقْعَدك من النَّار قد أبدلك الله بِهِ مقْعدا من الْجنَّة قَالَ القرطبى قد جَاءَت أَحَادِيث دَالَّة على أَن لكل مُسلم مذنبا أَو غير

1 / 176