قلنا: من بلغ به داعي احترازا ممن بلغ به الصارف فإنه ملجأ إلى الترك، وقلنا: داعي الحاجة احترازا من داعي الحكمة نحو داعي القديم تعالى إلى فعل الواجب فإنه وإن بلغ به حدا لا يقابله صارف فليس بملجأ؛ لأنه داعي حكمة، وقلنا: تقاومه احترازا من صارف لا يقاوم الداعي بحال، والملجأ إلى الترك هو من بلغ به صارف الحاجة عليه، ثم تجد فيه ذبابا فإن هذا الصارف لا يقاوم الداعي بحال مثل من بدعوة الداعي المكين إلى أكل الطعام، ولا مانع له عنه وهو قادر عليه، ثم تجد فيه ذبابا فإن هذا الصارف لا يقاوم الداعي بحال، والملجأ إلى الترك هو من بلغ [35أ] به صارف الحاجة عن الفعل حدا لا يقابله داع يقاومه، وقلنا: يقاومه نحو أن يوفر دواعيه إلى أكل طعام ثم يصرفه الصارف عنه بأن يكون مسموما فإن الداعي والحال هذه لا يقابل الصارف بخلاف ما لو وجد فيه الذباب، واللجأ إلى الفعل هو بلوغ داعي الحاجة إلى الفعل حدا لا يقابه صارف يقاومه، واللجأ إلى الترك هو بلوغ صارف الحاجة عن الفعل حدا لا يقابله داع يقاومه، وأما قسمة الإلجاء فالإلجاء يكون بأحد طريقين:
الأولى: بطريقة جلب المنافع، ورفع المضار، نحو أن يعلم أن له في الفعل جلب منفعة، أو دفع مضرة، ولا صارف له عنه، وكذلك إذا علم أن له ذلك في أن لا يفعل.
مخ ۶۰