فحقيقة المعدوم هو المعلوم الذي ليس بموجود، وحقيقة المعدوم الأصلي هو المقدوم الذي لم يتقدم عدمه وجود مثل ما لم يوجد من مقدورات القديم تعالى، ومقدورات العباد، وحقيقة المعدوم الفرعي هو المعدوم الذي يقدم عدمه وجود مثل ما إذا أفنا الله العالم فإنه يكون قد سبق عدمه وجوده، وحقيقة الموجود هو المختص بصفة لكونه عليها تظهر عندها الصفات والأحكام المقتضاة عنه صفة الذات التي ليست بوجود وهي تنقسم إلى قسمين: قديم، ومحدث، فحقيقة القديم في أصل اللغة: هو ما تقادم وجوده، يقال بناء قديم، ورسم قديم، لما تقادمه وجوده في الاصطلاح وهو الأول الذي لا أول وجوده، أو ما لم يتقدم وجود عدم، أو الموجود في ما لم يزل، والمحدث هو ما يقدم وجوده عدم، أو هو ما لوجوده أول.
والمحدث ينقسم إلى قسمين: متحيز، وغير متحيز، فغير المتحيز هو الغرض، وحقيقة ما يفرض في الوجود ويقل لبثه، ويدل عليه [76ب] قوله تعالى: {هذا عارض ممطرنا} فسمى السحاب عارضا لما كان يقل لبثه، وقول النبي (صلى الله عليه وآله): ((الدنيا عرض خاص)) فسمى الدنيا عرض وإن كانت أجساما لما قل لبثها.
مخ ۱۴۷