إما أنه لم يكن قد علم أنه أفضل الأنبياء، وإما أنه فهم منهم وضع يونس ... عن درجته فأراد رفع درجته من الله.
وأما قوله الرسول الزكي المبارك. ومنه سميت الزكوة زكاة؛ لأنها بركة المال، لأن المال إذا زكي نما وتبارك.
فالرسول والنبي في الشرع واحد: وهو المتحمل للرسالة عن الله إلى الخلق من غير واسطة بشر.
والزكي المبارك، ومنه سميت الزكوة زكاة لأنها بركة المال؛ لأن المال إذا زكي نما وتبارك.
وقوله: محمد، قد تقدم الكلام فيه.
وأما النبي فهو يستعمل مهموز وغير مهموز كما تقدم خلافا لأبي علي فإنه قال: لا يجوز أن يوصف مهموزا، واحتج بما روي أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم:[ ] يا نبي الله، فقال: ((لست بنبي الله وإنما نبي الله أنا)).
والجواب عن ذلك: أنا نقول إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما أنكر عليه لأنه فهم من حال وصفه عن منزلته.
وأما قوله الأمي، فالأمي: هو الذي لا يقرأ المكتوب ولايكتب المقروء.
أو هو مدح فيه، وذم في غيره.وقلنا: مدح فيه لأنه صلى الله عليه أتى بما عجز عنه الثقلان.
ووجه الحكمة في أن جعله الله أميا لئلا يقال أنه أخذ ما أتى به عن كتاب واستكتبه من غيره، وهذا أبلغ في الإعجاز.
وأما قوله: وعلى أخيه وابن عمه [8أ]:
أما أخوته فهو أخوه من الدين، والنسب جميعا ! أما أخوته فلأنه ابن عمه وابن العم أخا مجازا، وأما في الدين فالدليل عليه الكتاب والسنة.
أما الكتاب فقوله تعالى [ ]:{إنما المؤمنون إخوة}. وهما رأس المؤمنين وأولاهم في الدخول في الآية.
وأما في السنة ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم [ ]:أنه آخى بين المهاجرين والأنصار وقال: ((وعلي أخي)).
وأما أنه ابن عمه فذلك ظاهر؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وهو علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم.
وأما قوله: وباب مدينة علمه.
مخ ۱۴