وانحدر أبو العباس تاش إلى جرجان «5»، ففصل عنها فخر الدولة متوجها نحو الري، وأخلاها له ولأهل عسكره، وترك دار الإمارة محفوفة بالفرش الفاخرة، والخزائن العامرة، والأهب «6» الوافرة، حتى المطابخ بما فيها من الآلات الصفرية، والأواني الذهبية والفضية. وتقدم «7» بأن تسلم إليه خزانة كان قد أعدها للحمل إليه قبل الكشفة مشتملة على خمسين ألف دينار، وألفي ألف درهم، وخمسمائة تخت «8» من ألوان الثياب، إلى غيرها من عتاق الأفراس، وجياد المراكب والدواب، وأعداد الأسلحة والوقايات، من تجافيف «9» ومغافر «1» ودروع وجواشن «2» وترسة «3» وزانات، أكثرها مغشي الظهور والنصب «4» بحلي الفضة والذهب. وسوغ له دخل جرجان ودهستان «5»، وآبسكون «6» [39 ب] واستراباذ إلا قدرا كان مصروفا إلى عمارة القلاع، وأرزاق مستحفظيها من الخواص، فأمر أبو العباس تاش بتفرقة تلك المبار والأموال فيمن صحبه من القواد، وطبقات الأجناد، حتى جبر كسرهم، وقوى أسرهم «7»، وواصل لهم الإقامات والأطماع حتى ارتاشت أحوالهم، وخصبت رحالهم، فصاروا بجرجان أحسن منهم بخراسان حالا، وأرغد عيشة وأنعم بالا.
مخ ۷۸