391

وكانت جملة الذهبيات الموجودة عن أجرام الأشخاص المنصوبة ثمانية «1» وتسعين ألفا وثلاثمائة مثقال. وزادت الفضيات منها على «2» مائتي «3» قطعة، لم يمكن «4» وزنها إلا بعد التفصيل، والعرض على كفف «5» المعابير. وأمر السلطان من «6» بعد بسائر بيوت الأصنام «7»، فضربت بالنفط والضرام، وجعلت سقوفها مواطى ء الأقدام «8».

وسار من بعد قدما يروم قنوج، وقد اشتق الفأل [223 أ] له من تصحيفه (فتوحا) «9»، وعده صنعا من الله ممنوحا. وخلف وراءه معظم العسكر تطميعا لراجيبال «10» ملكها في الثبات لخفة الزحام، وتقبيحا له قبل اللقاء صورة الانهزام، إذ كان أمراء الهند على غلب رقابها، وقوة أسبابها وأصحابها، أطواعا لراي قنوج، اعتزازا بمكانه، واغترارا بفخامة شأنه. ولم يعبر على قلعة من قلاع تلك الرباع إلا وضعها بالأرض، وعرض أهلها على الإسلام أو السيف «11»، وحاز من السبايا والنهاب، والنعم الرغاب «12»، ما يعجز أنامل الحساب.

مخ ۴۰۷