قد كان بلغ السلطان يمين الدولة وأمين الملة حال والي الملتان أبي الفتوح «3» في خبث نحلته، ودخل دخلته «4»، ورجس اعتقاده، وقبح إلحاده، ودعائه إلى مثل رأيه أهل بلاده. فأنف للدين من مقارته «5» على فظاعة شره، وشناعة أمره. واستخار الله الخائر في قصده، لا ستتابته، وتقديم حكم الله في الإيقاع به. وأمر بضم الأطراف، وكفت «6» الذيول، وجمع الخيول إلى الخيول. وضوى إليه من مطوعة المسلمين من ختم الله لهم بصالح العمل، وأكرمهم بإحدى الحسنيين في الأزل. وثار بهم نحو الملتان عند موج الربيع بسيول الأنواء، وسيح الأنهار بفضول الأنداء، وامتناع سيحون «7» وأخواتها على ركابها، واستصعاب متونها على أصحابها، فطلب السلطان إلى أندپال- عظيم الهند- أن يطرق «1» له في مملكته إلى مقصده، فتمنع وتمرد، وأخذته العزة باللؤم، فأبى وتشدد «2».
مخ ۲۸۳