271

وقد كان بجهرا حين غلت مراجل [152 ب] الحرب، واختلت «12» مناجل الطعن والضرب، أحسن بالهون والعطب، وشام برق الويل والحرب، فاندس في عصابة من رجالة رجاله، للاحتجاز ببعض الغياض، أو «1» الاستناد إلى شعف بعض تلك الجبال، فسرب السلطان كوكبة من خواصه في طلبهم، فأحاطوا بهم إحاطة الأزرار بالأعناق، وحكموا فيهم حدود البواتر الرقاق. فلما رأى بجهرا ما دهاه «2»، عمد إلى خنجر في خصره، فهتك به حجاب صدره ، وانتقل إلى نار الله الموقدة* التي تطلع على الأفئدة «3»، جزاء لمن كان كفر وتولى، وجحد الأولى، ولا صام ولا صلى، ولا سبح ربه الأعلى.

نعم، وأقبل عسكر السلطان، فقتلوا المقاتلة، وغنموا الأموال الحاصلة، وخص السلطان مائة وعشرون رأسا من الفيلة، بما يضاهيها من ذخائر الأموال والأسلحة، ملكا عز على غيره مناله، وملكا تطفل على حلته حلاله. وأقام ببهاطية إلى أن طهرها من أنجاس أولئك الأرجاس، وأدناس أولئك الأنكاس «4»، ونصب بها من يعلم حملة الدين سنن الإسلام، ويبين لهم طرق الحلال والحرام. ثم كر إلى غزنة موفور العلاء، [153 أ] منصور اللواء، عالي الرأي، سائر الجد على خط الاستواء، إلا أنه وافق منصرفه هوامي أمطار، وطوامي أنهار، وفوارع جبال، وقوارع أضداد وأقتال «5»، فاستغرق الغرق جل أثقاله، وشمل التفرق جملة من رجاله، ووقاه الله آفة تلك المسافة، ومهالك تلك المسالك، وهو يتولى الصالحين.

مخ ۲۸۱