لما فرغ السلطان [151 ب] يمين الدولة وأمين الملة من أمر سجستان، وسكن له نابضها، وانجاب عنه عارضها، ارتاح لغزوة بهاطية، فجر الجحافل مسومين بشعار الهداة الثقات، ورايات الحماة الكماة، حتى عبر سيحون «1» من وراء الملتان إلى مدينة بهاطية، فألفاها ذات سور تزل عن موازاتها أجنحة النسور، وقد أحاط بها خندق كالبحر المحيط، في الغور البعيد والعرض البسيط، وهي مشحونة بمل ء الوهم «2» من عدة وعديد «3»، ومعمول عن حديد، وكل فيل كشيطان مريد. وعظيمهم يومئذ المعروف بجهرا «4»، فاستخفته العزة بما حوته يده للبروز من وراء السور مهولا بأعداد رجاله، وأشخاص أفياله، ومتطاولا بباع الاقتدار في قتاله.
مخ ۲۷۹