267

وأراد الله سعادة هذا الفاضل، فهداه نهج أبيه، وعداه موقف التشبيه، فنما نمو الأشاء «1»، على طيب التربة والماء، ليس نمو القامة والضخامة، لكن نمو هلال الظلم، وشبوب النار فوق العلم، وصفاء الخمر مرشوما على القدم «2».

واختص بخدمة الأمير الجليل [150 ب] أبي سعيد التونتاش خوارزمشاه «3»، إذ هو تاج الحجاب، وناظر عين الباب، فأعداه يمنه «4» حتى لبس الملك فضفاضا، وغنى عن السواد وإن كان عليه بياضا. وانتقل بانتقاله عن سمة الكتابة، إلى رتبة الوزارة، وعن حضيض الخدمة، إلى يفاع الشركة في الإمارة، فلم يشركه من أبناء جنسه في البلاغة اثنان، وساد حتى أعيا من عبد المدان مدان. ومما وقع إلي من نسج قلمه، وحر كلمه، من كتاب خاطب به بعض إخوانه:

مخ ۲۷۷