واتحدت الحال بين السلطان [يمين الدولة وأمين الملة] «11» وبين أيلك الخان اتحادا اشترك فيه المراتع والنعم، واستهم «1» فيه الصنائع والخدم، وبقيت «2» على جملتها في التأحد والتأكد إلى أن نزغ الشيطان بينهما، فنغلت الضمائر، وانحلت القوى والمرائر، وتولى السيف تدبير ذلك الوصال، فحل معقوده وفصل مسروده. وسيأتي الشرح على الوقائع التي جرت بينهما في موضعها «3» على الأثر [إن شاء الله تعالى] «4».
فأما الآن فإني أشير إلى نبذ من محاسن هذا الشيخ السفير، والكافل في الأمر بالتدبير، وأتبعه بذكر رجالات خراسان، من أعيان رعايا السلطان يمين الدولة وأمين الملة، ووجوه الفضل من أوليائه «5». فمن منثور كلامه، قوله: «من تصدر قبل أوانه، فقد تصدى لهوانه»، يشير إلى قول منصور الفقيه: [140 ب]
الكلب أعلى همة «6» ... وهو النهاية في الخساسة
ممن ينافس في الرئاسة ... قبل أوقات الرئاسة
وقوله: «العقل أطيب عيش، والعدل أغلب جيش»، وقوله: «إذا كان رضا الخلق معسورا لا يدرك، فإن ميسوره لا يترك» «7»، [وقوله: «إنما يحتاج إلى إخوان العشرة لزمان العسرة»] «8»، وقوله: «من تغافل عنك مع علمه بحاجتك إلى عونه وتوقيره، طلب عليك علة إذا عاتبته على تقصيره»، كأنه ألم بقول القائل:
توق الناس يا ابن أبي وأمي ... فهم تبع المخافة والرجاء
مخ ۲۵۸