242

وواصل «7» شمس المعالي السلطان يمين الدولة وأمين الملة بكتبه ورسله «8» في عقد وثيقة يتحصن بها من صروف النوائب، ويستظهر بها على وجوه المطالب. وقدم بين يدي نجواه من أنواع القرب والمبار، [ما خرج عن الحد والمقدار، حتى تأكدت «9» العصمة، وتأربت العقدة «10»، واشتبكت] «11» الألفة، واستحكمت الثقة، وصارت جرجان وطبرستان إلى سواحل البحر وديار الديلم بحكم الحال المتشجة، كإحدى ممالكه التي يحكم «1» عليها آمرا وناهيا، ويتبسط فيها حاضرا وباديا، فلله شمس المعالي في «2» همة له بين المجرة مجراها وفي بحار الكرم مجراها ومرساها «3»، فلم يسمع [136 ب] في شيوخ «4» الملوك بأشرف منه قيمة، وأوطف ديمة «5»، وأكرم شيمة، وأصدق بارقة مشيمة، وأوفر «6» عقلا وتحصيلا، وأظهر جملة وتفصيلا، وأغذى للنفس بعفاف الحكمة، وأجزى للبدن بكفاف الطعمة، قد فطم «7» النفس عن رضاع الملاهي، فلم يعرف اللهو «8» ما هو، ولا البطالة ما هي، علما منه بأن الملك واللهو ضدان، وأن ليس لا لتقائهما «9» يدان. ولقد أحسن أبو الفتح علي بن محمد البستي الكاتب في نصرة هذا الرأي بقوله:

إذا غدا ملك باللهو مشتغلا ... فاحكم على ملكه بالويل والحرب

أما ترى الشمس في الميزان هابطة ... لما غدا برج نجم اللهو والطرب «10»

مخ ۲۵۱